ح 1
بعد جهد جبار وصلت للمطار حيث عانيت جدا بسبب الاختناقات المرورية والشوارع المكتظة ، كنت اتصبب عرقا رغم التبريد الذي كان (( يلفح )) وجهي بلا هوادة
= عذرا يا سيدي فان التبريد لا يعمل بالشكل الصحيح بسبب توقف السيارة ، وانت الاعلم بما نمر به
هكذا قال السائق بعد ان مسح جبهته بقطعه من الكيلنيكس (( منديل ورقي )) ، ابتسمت بوجهه بوجه مكفهر تصل حرارة محركه الى الفول الا قليلا ...
= اي شيء يا حضرة السائق فنحن نبحث عن اي هواء حتى لو كان (( جحيما )) ...
نزلت في الساحة وخشيت من كل هذه المعاناة ان انسى جواز سفري او انسى حقائبي او ربما حتى ان انسى نفسي - فمن يعلم - ، تحركت سيرا الى القاطع الثاني ، فالمطار ليس في بغداد وانما في بغدادكو حيث تحتاج لمعابر رفح لكي تصل اليه
= يا سيد
التفت لمصدر الصوت فاذا به السائق
= الاجرة
ابتسمت سرا
= (( في نفسي )) متاكد انني نسيت شيئا فاذا بها اجرة السائق
مددت يدي لجيبي فلم اجد اي شيء ، اصابتني حالة ذهول ، التفت كالمجنون لما حولي من الارض ثم خطرت في بالي ان المحفظة قد تكون سقطت من جيبي في السيارة ، لانني ومن كثرة احترازي اتاكد من حاجياتي كل دقيقة ،
= لنرجع للسيارة
وهكذا عدت مع السائق وقلبي تزداد نبضاته ، كنت اشعر ان نظرات السائق ترمقني بحدة وبغضب ولا الومه فهو يخشى مني ربما اعتتبرني احد النصابين ، فتحت باب السيارة ببطئ شديد
= اه ها هي
ضحك السائق وانا كدت اطير من الفرح وتذكرت حادثة السمكة وانهم كيف وجدوا الخاتم ، ولكن هذه الفرحة سرعان ما تلاشت فالجو المتصحر والحر ارهقني وانا احمل تلك الحقيبة التي تزن بضع كغم ، عبرت البوابة حيث دخلت الى (( كو )) ، فوجدت السيارات مصفوفة
= (( متسائلا )) : ايعقل ان تكون حكومتنا وفرت هذه الباصات لراحة المسافرين
ولكن ما استوقفني ان السيارات ليست بحجم واحد وليست على موديل واحد ففيها الصالون والاجرة ، حمل احدهم الحقيبة من يدي
= اين اضعها لك سيدي الفاضل
تحنحنت ورفعت صدري كالديك وشددت ربطة العنق كي تتوازن مع عبارة (( سيدي ))
= ما شاء الله حكومة رشيدة وفرت لنا كل شيء
لم يتحرك العامل فقلت له
= ضعها حيث تحب
= لكل سيارة سعرها
رسمت فوق راسي دائرة كدائرة (( توم وجيري ))
= ان بعض الظن اثم (( ظننت خيرا بتلك الرشيدة ))
= ضعها حيث الارخص ايها العزيز ، فانا لست بقرة حلوب تدر في جيوب المكتنزين
وبعد ان وضعها جلست في السيارة ، مع بضعة نفر ظلوا ابلهم في صحراء (( كو ))
= نحن مع المسيرة المشرفة التي اوصلتنا للحرية ، حيث رفعنا السارية فوق واشنطن ، بل لا اخفيكم اننا وصلنا لدول العالم المتقدمة عبر تلك الانجازات العديدة
لم اتكلم كنت فقط استمع لهذا المتحدث الذي شبهته باؤلئك المنتفعين الذين يصمون اذانهم ويغلقون عيونهم سوى عن انفسهم ، اخرجت سماعة الهاتف ووضعتها في اذني واسترخيت قليلا
بعد جهد جبار وصلت للمطار حيث عانيت جدا بسبب الاختناقات المرورية والشوارع المكتظة ، كنت اتصبب عرقا رغم التبريد الذي كان (( يلفح )) وجهي بلا هوادة
= عذرا يا سيدي فان التبريد لا يعمل بالشكل الصحيح بسبب توقف السيارة ، وانت الاعلم بما نمر به
هكذا قال السائق بعد ان مسح جبهته بقطعه من الكيلنيكس (( منديل ورقي )) ، ابتسمت بوجهه بوجه مكفهر تصل حرارة محركه الى الفول الا قليلا ...
= اي شيء يا حضرة السائق فنحن نبحث عن اي هواء حتى لو كان (( جحيما )) ...
نزلت في الساحة وخشيت من كل هذه المعاناة ان انسى جواز سفري او انسى حقائبي او ربما حتى ان انسى نفسي - فمن يعلم - ، تحركت سيرا الى القاطع الثاني ، فالمطار ليس في بغداد وانما في بغدادكو حيث تحتاج لمعابر رفح لكي تصل اليه
= يا سيد
التفت لمصدر الصوت فاذا به السائق
= الاجرة
ابتسمت سرا
= (( في نفسي )) متاكد انني نسيت شيئا فاذا بها اجرة السائق
مددت يدي لجيبي فلم اجد اي شيء ، اصابتني حالة ذهول ، التفت كالمجنون لما حولي من الارض ثم خطرت في بالي ان المحفظة قد تكون سقطت من جيبي في السيارة ، لانني ومن كثرة احترازي اتاكد من حاجياتي كل دقيقة ،
= لنرجع للسيارة
وهكذا عدت مع السائق وقلبي تزداد نبضاته ، كنت اشعر ان نظرات السائق ترمقني بحدة وبغضب ولا الومه فهو يخشى مني ربما اعتتبرني احد النصابين ، فتحت باب السيارة ببطئ شديد
= اه ها هي
ضحك السائق وانا كدت اطير من الفرح وتذكرت حادثة السمكة وانهم كيف وجدوا الخاتم ، ولكن هذه الفرحة سرعان ما تلاشت فالجو المتصحر والحر ارهقني وانا احمل تلك الحقيبة التي تزن بضع كغم ، عبرت البوابة حيث دخلت الى (( كو )) ، فوجدت السيارات مصفوفة
= (( متسائلا )) : ايعقل ان تكون حكومتنا وفرت هذه الباصات لراحة المسافرين
ولكن ما استوقفني ان السيارات ليست بحجم واحد وليست على موديل واحد ففيها الصالون والاجرة ، حمل احدهم الحقيبة من يدي
= اين اضعها لك سيدي الفاضل
تحنحنت ورفعت صدري كالديك وشددت ربطة العنق كي تتوازن مع عبارة (( سيدي ))
= ما شاء الله حكومة رشيدة وفرت لنا كل شيء
لم يتحرك العامل فقلت له
= ضعها حيث تحب
= لكل سيارة سعرها
رسمت فوق راسي دائرة كدائرة (( توم وجيري ))
= ان بعض الظن اثم (( ظننت خيرا بتلك الرشيدة ))
= ضعها حيث الارخص ايها العزيز ، فانا لست بقرة حلوب تدر في جيوب المكتنزين
وبعد ان وضعها جلست في السيارة ، مع بضعة نفر ظلوا ابلهم في صحراء (( كو ))
= نحن مع المسيرة المشرفة التي اوصلتنا للحرية ، حيث رفعنا السارية فوق واشنطن ، بل لا اخفيكم اننا وصلنا لدول العالم المتقدمة عبر تلك الانجازات العديدة
لم اتكلم كنت فقط استمع لهذا المتحدث الذي شبهته باؤلئك المنتفعين الذين يصمون اذانهم ويغلقون عيونهم سوى عن انفسهم ، اخرجت سماعة الهاتف ووضعتها في اذني واسترخيت قليلا