شعر بحرارة الجوْ .. وأنهكه العمل ..كان قد تمادي في المكوثِ في المدينه .. ويبدو أنّ العُطلْ الصّيْفِيّه لم تعد تُحظي بمقعدها الدائم في مجلس جدوله الزّمني ربّما لأنه أراد أن يواصل العمل أوأنه فضل المكوثَ مع أهله في المدينه وقَد يكونُ هناكَ حلمٌ قدْ تبخرْ علي بعدِ (850كلم ) حيثُ مرتع صباه وميدان جولاته السياحة عمومًا لم يلتفتْ إلى ذلك المقعدْ منذُ خمس سنواتْ وبلفعل أزعجه صخبُ المدينه .....
كانت الساعه الرابعه مساءً وكان في طريقه إلى المنزل وعلي شريط عقله تدورْ فكرة (النوم) وهناكَــ صالةٌ لـِرقص طيفْ إشتراها من سماسرة الأفكارْ .. ومجلس نوابْ العمل يناقِشُ بنودَ الصّباحْ ..وصوتٌ خافِتْ لخاطرةِ اليومْ خلفَ صخورِ الخيالْ .. كان مُفعمًا حَدّ نبعِ العيونْ من منْحَدَرِهْ......
رنّ هاتِفُه عشرَ مرّاتٍ دون أنْ يشْعُرْ وفي الحادية عشرْ ضغطَ علي الإستقبال يبدو أنه صديقه .. ألوووووووه أين أنت ؟؟
= أنا في ملتقي (مدريد) في طريقي إلي البيت ..
= أنا أيضا في متلقي (مدريد) آه رأيتكْــ هيه تعال يا صديقي إركبْ ..
= شكرا كيف حال زوجتكــ ؟؟ إنها بخير ومع أهلها في ريف يبعد (60) كلم وأناذاهبٌ إلى هناك وأريدكَــ أنْ تأتي معي لنبتْ هناكـ الليله وفي السّاعه السابعه صباحًا أعيدكــ .
كان معه (روايه ) ينوي قرائتها و يتوقُ لهدوء الريف ومناظره الخَلاّبه .. أصوات الطّيُورْ وصيّاحْ الغنَمْ وغروب الشّمس خلف الشّجرْ لذا لم يعارض الفكرة.......
شرع الصّديقان في رحلتهما ويبدو أن العاصمة لا تمنحهما الهدوء لذا لم يعيراها إهتمامًا وشعرا بــ الخلاص منها كــ غزالٍ أطلقَ من فكِّــ ليثْ ... وبدأ يشعر بــ الراحه ويمعنُ النّظر في المَارّه علي الرّصيفْ رغْمَ أنها كانت تزعجه ويبدو أنه تذكّر لذا فتحَ روايته كان قد وصل فيها إلي المقطع العشرين وقرأ أربع مقاطع منها قبل يهمس له صديقه وصلنا عليك أن تنزل ....
نزل من السيّارة وسلم علي زوجة صديقه وأمها وأخوها وحمل روايته ورحل غربًا إنه فعلا مخنوقْ وتائقٌ للهدوء كانت هناك هضبة تماما كــ التي غرب مسقط رأسه وفوقها شجرة طلحٍ .. المكان مغري للمطالعه .. مرّغَ أقدامه في الثّري وشرع في المقطع الخامس والعشرين من روايته .. وبدأتْ الدّقائق تتقلّصُ إلى ثوانٍ والسّاعاتُ إلى دقائق....
في سباحته في بحار الرّوعه لمعتْ عيناه تلك الفاتنه تخطو بتجاهه بتمايل كــ نخلة عيْدَنتها الُّرطبْ.. لايوجد علي شفيتيها أحمر شفاه لكن برقها والأسنانْ بخّرَ صدَأَ أرقه إلى بريقْ إبتسامة في وجهها الفاتنْ وعلي غير عادته سألها ماذا تريدين ؟؟
=أأنت مجنون ؟؟ لا أعلم لكنني أحبُ الخلاء والوحده .. هل تقطنين هنا ؟؟
أنا أختُ زوجة صديقك إنها تريدكَ أن تأتي ...
سآتي لكن بعد أن أشهد العرسْ.. أيّ عرْسْ؟؟ عرسُ الغُروبْ .. أنت فعلا مجنونْ ..... وكانت كــ شموع الميلاد في ليلة حانيه ...كادَ أيتهاوي في بحرها لولا أن الموقف ذاته حصل منذ خمس سنين علي بعد (900) كلم وعلي هضبة تمامًا كـ الهضبه يبدو أن قصته قد حسمتْ لكنها دوما تتكرّرْ في خفوقْ ...........
خاطتْ إبرتُ الغُروبْ بــ خيوطها الذّهبية جفونَ المَهْووسْ كَـــ غَمزَةٍ فحْواها شُخوص حتّى إندثاري ... وبرعتْ الفاتنه البريئه في تقليده بِــ تمريغِ أقْدامها في التُّرابْ ... وكان لــِ فتنتها والغروبْ تناغُمٌ ذرّتْ ريّاحهْ رمادَ الأرقِ من مزاجِ عاشقِ الّروايه........
شعرتْ البريئه بطول الإنتظار .. وأنهكها التّمعنْ في صديقِ حَمْوِها يتفرّجُ علي غيمة الشّمس تُمطره برذاذٍ لمْ تفهمُه لِذا صرختْ في وجهه أيها المعتوه ألن تأتي ؟؟ أختي شرعتْ في الشّاي ..
= أحقًا؟؟ إذا هلُمّي بنا لننهي باقي الحفل..
=وماذا تعني بباقي الحفلْ؟؟؟
=
السّمرْ والتّفرجِ علي إبريقٍ مفعمٍ بِــ الشّايْ علي الجَمْرْ ....
= إرتفعتْ ضحكاتها تُردد كان ينغي أن يخبراني أنك مجنون دون أن تشعُرْ أنّ لهيبَ شفتيها أوقدَ جمره تحتَ إبريقِ طرفه حدّ تطايُرِ الشُّهبِ منه علي عمومِ القلعه........
وصلت الفاتنه والمعتوه إلى كوخِ أهلها الصّغيرْ .. وشرقَ الكوخْ كانت أختها وصديقه غارقينِ في بحرِ تبادل سرد ماحدث أثناء غيابه وحفل زفاف بنت الجيران الليله ... قطع حديثهما بسؤاله أين كأسي من الشّاي؟؟
=ألازلتَ تحبّ الشّايْ ؟؟ وهل الشّاي مخلوقُ كرهْ ؟؟ ههههه ألا زلتَ معتوهًا كيفَ حالُ أختكْـ ؟؟؟إنها بخير ودومًا تسئل عنكِ لديها فضول لمعرفتِ سبب رحيلكم من الحاره .. آه الحاره خيوط الشّوقِ تشدّني إليها منذ رحيلنا قبل سنتين ولديّ توقٌ خاص لأختكَـ وحماقاتها ألا زالت تمارس عليك الدكتاتوريه بأسئلتها الغبيه ؟؟ هيّ لن تتوقف عن ذلك أبدا فقد شعرتْ بمدى سعادتي بها وهي تتخيلُ نفسها أمى .. ويهمس صديقه لزوجته سنذهب إلى العرس أريد أن أبارك للعريس .......
إنتهتْ حفلةُ الشاي ودخلت زوجة صديقه وأختها في غرفة أهلهما غرب الكوخْ يتجهّزنَ للعُرْسْ وسردتْ عيونُ صديقه سِنَةً في طريقها إلى النّومْ .. وأنهتْ خيوطُ الظّلامْ نسْجَهَا لجُبّةِ الّليْلْ فاسحةٍ لعيونه المجالْ في التّمعُنِ عميقًا في ماساتِ النّجوم ومزجها ليختطّ أحلامه الضّائعه حائرًا في النّجمِ (سُهَيْلْ) وحبيبته (الثُّريّا) وصحراء الظلام المنداحه بينهما كان لـ الليل في عرسه جوقَةٌ أنغامهَا تُطْرِبْ....
و
لِـ اللّيْل هدوءٌ صَاخِبْ مكّنه من سماعٍ أصواتِ تلاميذِ محْظَرَه قادمينَ من السّاحِلْ يُردّدونَ آياتِ الله مغردين في ذاكرته لطائر محظرة جده بعيدا حيث كان أحد عصافيرها قديمًا قبْل ميلاد الوجعْ لذا شرع في الإصغاء لأحد التلاميذ يقرأ (وَمَا أُبرأُ نفسيّ إنّ النّفسَ لأمّارتٌ بَـــ السّوءْإلّا مارحِمَ ربّي) بصوتٍ شجِيْ قبل أن يُزاحمهُ آخَرْ بقرائته (وإذْ نتقْنَا الجَبَلَ فوقَهُمْ كأنه غُمّه)ولا حظ كيف يتقن ثالث ثمن (يوصيكم الله في أولا دكم للذّكر مثلُ حظّ الأنثيينْ) والأصواتُ تدنو منه روّيدا روّيدا لِـــ يتجلّى أمامه شيخَ المحظرة المهابْ قاصِدًا المسجدْ لصلاة العشاء وتلاميذه يتبعونه كـموكب ملكٍ ترتفعُ صرخاته إحتفالا بفتح إحدي القلاعْ أذهله الموكب فتبعه بإصغاءٍ شديدْ
كان عدد التلاميذْ يشارف الثّلا ثينْ كلها تقرأ بصوتٍ عالٍ والشّيخُ يصرخ في كل من زلّ عن دربه بأصلاحه له ... هذا فعلا غريب أن شخصا واحدًا يقوم بــ إدارة قرائة ثلا ثين َ شخصا بــإمتيازْ تمامًا كـــ أسلوب جدّه في مسقَطِ رأسه .......
عاد إلى الحصير بعد أن صلّى العشاء وأيقظ صديقه الغارق في النّوم لـ الصلاه .. وهَشّ البدْرُ طالعًا بعصى ضوئه علي غيوم الظلام شرْقًا ومن الغرفةِ غربًا ظهرَ هِلالُ الفاتنه ليتسائلْ أللبدرِ يرنو أم للهلالْ.....
تمادى مدّ بحر الجمالِ وجزره بين البدر والهلال وسلّم صديقة من صلاة العشاء وأنهت زوجته حفلة التأنق وركب الأربعه متجهين إلي منتجع سياحي يبعد 10كلم حيث العرس وكان لــِ ظلِّ الشّجرْ علي بياضِ الهضابْ تحتَ بريق البدرْ قصيدةً منقوعه في بحر هلالِ الفاتنه الوافر ولِــ نسيم اللّيلْ وبخورها عطرٌ يسكرُ بــ الشّمْ ......
وفي العرسْ كان لِـــ الزّغاريد صخب كَـــ أنغامِ طيورِ البحرْ .. وطبطباتِ الطبول كـــ دندنة الرّعدْ وكانت هناكْ ثلاثُ فتيات يغنينَ علي قرْعِ إحداهنّ لِـــ الطبْلْ في معزِلٍ عنِ الْعُرسْ كَــ تمهيدٍ لِــ إحدى عوائد البَدْوِ في هذا القِطْرِ وهيّ تجمُّعْ الشّبانْ والفتيات علي أنغام أصوات جميله وطبطبة طبلْ وترتجل كل فتاة (تَبْرِيعَهْ) وهيّ شطرُ بيتٍ نبطِيْ يتكونُ من ستِ كلماتْ الحرفُ الأخيرْ من الثالثه هو نفسه الحرف الأخير من السادسه وتكون كــ لغزْ مختصرْ ومفْعَمْ بـــ تلميحاتٍ لأحدِ الشُّبانْ ويتعيّنْ علي الشّاب إرتجالُ قصيدَةٍ نبطية و(التبريعه) نصفُ شطر ها الأول ولا تقلّ عن عشرو أبيات كلّها مشاكسة غزليه وتسمّي (الطّلْعَهْ) .......
أوقدتْ نارُ صهيلِ (التبريعه) وحمحماتِ خيولِ (الطّلْعه) وبراعة شبان البدو وفتياته غاباتِ ذهوله فمالتْ كفّتها علي العرسِ نفسه وبالغ المدني في الإصغاء للفتياتْ يتبرّعْنَ بــ أحاسيسهنّ والشبّانْ يُطَلِّعْنها قصيدْ ....
كانت الفاتنه هناك وفاجئه أنها لم تتبرّعْ علي أحدهم فدني منها وهمس أأنت مجنونه أعني لمَ لم تتبرّعي علي أحدهم؟؟؟
وهل هذا جنون ؟؟ لا أعلم لكنه كَــ قرائة روايه وتمريغِ أقدام في التّرابْ تحت شجرة طلحِ أمامَ الغروبْ في قرية ريفيه ..... وتهمسُ معتوه دون أن تشعرْ أنّ غُصْنَ شجرته باتَ جهةً تتقوقُ لِـــ حجيجِ أسرابِ حمامها الأبيضْ.....
جنّ الليلْ وأخذَ العريسُ عروسه وحلّقَتْ حماماتُ الجموعْ من علي شجرة المنتجعْ وركبَ الأربعة عائدين إلي الكوخْ ...
وفي الصباحْ الباكر أيقظه صديقه لـ صلات الصبحْ ومن الشّرقْ كان لــ الشّروقِ في منحدراتِ الرّوعه شلاّلاتِ ذرّتْ رياحها رماد النّومِ من جفونه فعْتلى إحدي التّلال لِــ يُشْبِعَ عيناه منها .. أتت الفاتنه وهذه المرة تحمل كأسَ شايْ وكوبَ حليبْ وروايته التي نسي من من فرطَ شخوصه في فجِّ الفجرِ والشّروقْ .. شعرتْ الفاتنه بمدى تعلّقه بــ الطّبيعه لذا لم تكثر من الأسئله وتحلّتْ بــ الصّمتْ وكان وجهها والشروقْ وجهانْ لعملةِ فتنة رقصتْ في مخيلته ببراعة .
عاد المجنونان إلى الكوخْ وودّعَ زوجة صديقه وأمها وأخوها وبــ عيونه ودّعَ الفاتنه وفي طريق العوده شرعَ في التأمّلْ في ملحمةٍ بين إمبراطورياتْ الحلم القديم وولادتِ حلم جديد وهل سيتمكن هذا الحلم من كسر جيوش الفرس والإستيلاء علي مدائن قلبه وهل تراه سيستولي علي بزنطة هازمًا رومانَ عقله أم ياتري هل يمكنه إزالتَ أهرام فراعنه الوجع القديم ونقوشها من عالمه ..... ووصل المعتوه إلي ملتقي (مدريد) وضبابُ التّسائل طاغٍ علي تلّةِ علقه....!!!!!
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=244031359083571&id=100004301257441
كانت الساعه الرابعه مساءً وكان في طريقه إلى المنزل وعلي شريط عقله تدورْ فكرة (النوم) وهناكَــ صالةٌ لـِرقص طيفْ إشتراها من سماسرة الأفكارْ .. ومجلس نوابْ العمل يناقِشُ بنودَ الصّباحْ ..وصوتٌ خافِتْ لخاطرةِ اليومْ خلفَ صخورِ الخيالْ .. كان مُفعمًا حَدّ نبعِ العيونْ من منْحَدَرِهْ......
رنّ هاتِفُه عشرَ مرّاتٍ دون أنْ يشْعُرْ وفي الحادية عشرْ ضغطَ علي الإستقبال يبدو أنه صديقه .. ألوووووووه أين أنت ؟؟
= أنا في ملتقي (مدريد) في طريقي إلي البيت ..
= أنا أيضا في متلقي (مدريد) آه رأيتكْــ هيه تعال يا صديقي إركبْ ..
= شكرا كيف حال زوجتكــ ؟؟ إنها بخير ومع أهلها في ريف يبعد (60) كلم وأناذاهبٌ إلى هناك وأريدكَــ أنْ تأتي معي لنبتْ هناكـ الليله وفي السّاعه السابعه صباحًا أعيدكــ .
كان معه (روايه ) ينوي قرائتها و يتوقُ لهدوء الريف ومناظره الخَلاّبه .. أصوات الطّيُورْ وصيّاحْ الغنَمْ وغروب الشّمس خلف الشّجرْ لذا لم يعارض الفكرة.......
شرع الصّديقان في رحلتهما ويبدو أن العاصمة لا تمنحهما الهدوء لذا لم يعيراها إهتمامًا وشعرا بــ الخلاص منها كــ غزالٍ أطلقَ من فكِّــ ليثْ ... وبدأ يشعر بــ الراحه ويمعنُ النّظر في المَارّه علي الرّصيفْ رغْمَ أنها كانت تزعجه ويبدو أنه تذكّر لذا فتحَ روايته كان قد وصل فيها إلي المقطع العشرين وقرأ أربع مقاطع منها قبل يهمس له صديقه وصلنا عليك أن تنزل ....
نزل من السيّارة وسلم علي زوجة صديقه وأمها وأخوها وحمل روايته ورحل غربًا إنه فعلا مخنوقْ وتائقٌ للهدوء كانت هناك هضبة تماما كــ التي غرب مسقط رأسه وفوقها شجرة طلحٍ .. المكان مغري للمطالعه .. مرّغَ أقدامه في الثّري وشرع في المقطع الخامس والعشرين من روايته .. وبدأتْ الدّقائق تتقلّصُ إلى ثوانٍ والسّاعاتُ إلى دقائق....
في سباحته في بحار الرّوعه لمعتْ عيناه تلك الفاتنه تخطو بتجاهه بتمايل كــ نخلة عيْدَنتها الُّرطبْ.. لايوجد علي شفيتيها أحمر شفاه لكن برقها والأسنانْ بخّرَ صدَأَ أرقه إلى بريقْ إبتسامة في وجهها الفاتنْ وعلي غير عادته سألها ماذا تريدين ؟؟
=أأنت مجنون ؟؟ لا أعلم لكنني أحبُ الخلاء والوحده .. هل تقطنين هنا ؟؟
أنا أختُ زوجة صديقك إنها تريدكَ أن تأتي ...
سآتي لكن بعد أن أشهد العرسْ.. أيّ عرْسْ؟؟ عرسُ الغُروبْ .. أنت فعلا مجنونْ ..... وكانت كــ شموع الميلاد في ليلة حانيه ...كادَ أيتهاوي في بحرها لولا أن الموقف ذاته حصل منذ خمس سنين علي بعد (900) كلم وعلي هضبة تمامًا كـ الهضبه يبدو أن قصته قد حسمتْ لكنها دوما تتكرّرْ في خفوقْ ...........
خاطتْ إبرتُ الغُروبْ بــ خيوطها الذّهبية جفونَ المَهْووسْ كَـــ غَمزَةٍ فحْواها شُخوص حتّى إندثاري ... وبرعتْ الفاتنه البريئه في تقليده بِــ تمريغِ أقْدامها في التُّرابْ ... وكان لــِ فتنتها والغروبْ تناغُمٌ ذرّتْ ريّاحهْ رمادَ الأرقِ من مزاجِ عاشقِ الّروايه........
شعرتْ البريئه بطول الإنتظار .. وأنهكها التّمعنْ في صديقِ حَمْوِها يتفرّجُ علي غيمة الشّمس تُمطره برذاذٍ لمْ تفهمُه لِذا صرختْ في وجهه أيها المعتوه ألن تأتي ؟؟ أختي شرعتْ في الشّاي ..
= أحقًا؟؟ إذا هلُمّي بنا لننهي باقي الحفل..
=وماذا تعني بباقي الحفلْ؟؟؟
=
السّمرْ والتّفرجِ علي إبريقٍ مفعمٍ بِــ الشّايْ علي الجَمْرْ ....= إرتفعتْ ضحكاتها تُردد كان ينغي أن يخبراني أنك مجنون دون أن تشعُرْ أنّ لهيبَ شفتيها أوقدَ جمره تحتَ إبريقِ طرفه حدّ تطايُرِ الشُّهبِ منه علي عمومِ القلعه........
وصلت الفاتنه والمعتوه إلى كوخِ أهلها الصّغيرْ .. وشرقَ الكوخْ كانت أختها وصديقه غارقينِ في بحرِ تبادل سرد ماحدث أثناء غيابه وحفل زفاف بنت الجيران الليله ... قطع حديثهما بسؤاله أين كأسي من الشّاي؟؟
=ألازلتَ تحبّ الشّايْ ؟؟ وهل الشّاي مخلوقُ كرهْ ؟؟ ههههه ألا زلتَ معتوهًا كيفَ حالُ أختكْـ ؟؟؟إنها بخير ودومًا تسئل عنكِ لديها فضول لمعرفتِ سبب رحيلكم من الحاره .. آه الحاره خيوط الشّوقِ تشدّني إليها منذ رحيلنا قبل سنتين ولديّ توقٌ خاص لأختكَـ وحماقاتها ألا زالت تمارس عليك الدكتاتوريه بأسئلتها الغبيه ؟؟ هيّ لن تتوقف عن ذلك أبدا فقد شعرتْ بمدى سعادتي بها وهي تتخيلُ نفسها أمى .. ويهمس صديقه لزوجته سنذهب إلى العرس أريد أن أبارك للعريس .......
إنتهتْ حفلةُ الشاي ودخلت زوجة صديقه وأختها في غرفة أهلهما غرب الكوخْ يتجهّزنَ للعُرْسْ وسردتْ عيونُ صديقه سِنَةً في طريقها إلى النّومْ .. وأنهتْ خيوطُ الظّلامْ نسْجَهَا لجُبّةِ الّليْلْ فاسحةٍ لعيونه المجالْ في التّمعُنِ عميقًا في ماساتِ النّجوم ومزجها ليختطّ أحلامه الضّائعه حائرًا في النّجمِ (سُهَيْلْ) وحبيبته (الثُّريّا) وصحراء الظلام المنداحه بينهما كان لـ الليل في عرسه جوقَةٌ أنغامهَا تُطْرِبْ....
و
لِـ اللّيْل هدوءٌ صَاخِبْ مكّنه من سماعٍ أصواتِ تلاميذِ محْظَرَه قادمينَ من السّاحِلْ يُردّدونَ آياتِ الله مغردين في ذاكرته لطائر محظرة جده بعيدا حيث كان أحد عصافيرها قديمًا قبْل ميلاد الوجعْ لذا شرع في الإصغاء لأحد التلاميذ يقرأ (وَمَا أُبرأُ نفسيّ إنّ النّفسَ لأمّارتٌ بَـــ السّوءْإلّا مارحِمَ ربّي) بصوتٍ شجِيْ قبل أن يُزاحمهُ آخَرْ بقرائته (وإذْ نتقْنَا الجَبَلَ فوقَهُمْ كأنه غُمّه)ولا حظ كيف يتقن ثالث ثمن (يوصيكم الله في أولا دكم للذّكر مثلُ حظّ الأنثيينْ) والأصواتُ تدنو منه روّيدا روّيدا لِـــ يتجلّى أمامه شيخَ المحظرة المهابْ قاصِدًا المسجدْ لصلاة العشاء وتلاميذه يتبعونه كـموكب ملكٍ ترتفعُ صرخاته إحتفالا بفتح إحدي القلاعْ أذهله الموكب فتبعه بإصغاءٍ شديدْ
كان عدد التلاميذْ يشارف الثّلا ثينْ كلها تقرأ بصوتٍ عالٍ والشّيخُ يصرخ في كل من زلّ عن دربه بأصلاحه له ... هذا فعلا غريب أن شخصا واحدًا يقوم بــ إدارة قرائة ثلا ثين َ شخصا بــإمتيازْ تمامًا كـــ أسلوب جدّه في مسقَطِ رأسه .......
عاد إلى الحصير بعد أن صلّى العشاء وأيقظ صديقه الغارق في النّوم لـ الصلاه .. وهَشّ البدْرُ طالعًا بعصى ضوئه علي غيوم الظلام شرْقًا ومن الغرفةِ غربًا ظهرَ هِلالُ الفاتنه ليتسائلْ أللبدرِ يرنو أم للهلالْ.....
تمادى مدّ بحر الجمالِ وجزره بين البدر والهلال وسلّم صديقة من صلاة العشاء وأنهت زوجته حفلة التأنق وركب الأربعه متجهين إلي منتجع سياحي يبعد 10كلم حيث العرس وكان لــِ ظلِّ الشّجرْ علي بياضِ الهضابْ تحتَ بريق البدرْ قصيدةً منقوعه في بحر هلالِ الفاتنه الوافر ولِــ نسيم اللّيلْ وبخورها عطرٌ يسكرُ بــ الشّمْ ......
وفي العرسْ كان لِـــ الزّغاريد صخب كَـــ أنغامِ طيورِ البحرْ .. وطبطباتِ الطبول كـــ دندنة الرّعدْ وكانت هناكْ ثلاثُ فتيات يغنينَ علي قرْعِ إحداهنّ لِـــ الطبْلْ في معزِلٍ عنِ الْعُرسْ كَــ تمهيدٍ لِــ إحدى عوائد البَدْوِ في هذا القِطْرِ وهيّ تجمُّعْ الشّبانْ والفتيات علي أنغام أصوات جميله وطبطبة طبلْ وترتجل كل فتاة (تَبْرِيعَهْ) وهيّ شطرُ بيتٍ نبطِيْ يتكونُ من ستِ كلماتْ الحرفُ الأخيرْ من الثالثه هو نفسه الحرف الأخير من السادسه وتكون كــ لغزْ مختصرْ ومفْعَمْ بـــ تلميحاتٍ لأحدِ الشُّبانْ ويتعيّنْ علي الشّاب إرتجالُ قصيدَةٍ نبطية و(التبريعه) نصفُ شطر ها الأول ولا تقلّ عن عشرو أبيات كلّها مشاكسة غزليه وتسمّي (الطّلْعَهْ) .......
أوقدتْ نارُ صهيلِ (التبريعه) وحمحماتِ خيولِ (الطّلْعه) وبراعة شبان البدو وفتياته غاباتِ ذهوله فمالتْ كفّتها علي العرسِ نفسه وبالغ المدني في الإصغاء للفتياتْ يتبرّعْنَ بــ أحاسيسهنّ والشبّانْ يُطَلِّعْنها قصيدْ ....
كانت الفاتنه هناك وفاجئه أنها لم تتبرّعْ علي أحدهم فدني منها وهمس أأنت مجنونه أعني لمَ لم تتبرّعي علي أحدهم؟؟؟
وهل هذا جنون ؟؟ لا أعلم لكنه كَــ قرائة روايه وتمريغِ أقدام في التّرابْ تحت شجرة طلحِ أمامَ الغروبْ في قرية ريفيه ..... وتهمسُ معتوه دون أن تشعرْ أنّ غُصْنَ شجرته باتَ جهةً تتقوقُ لِـــ حجيجِ أسرابِ حمامها الأبيضْ.....جنّ الليلْ وأخذَ العريسُ عروسه وحلّقَتْ حماماتُ الجموعْ من علي شجرة المنتجعْ وركبَ الأربعة عائدين إلي الكوخْ ...
وفي الصباحْ الباكر أيقظه صديقه لـ صلات الصبحْ ومن الشّرقْ كان لــ الشّروقِ في منحدراتِ الرّوعه شلاّلاتِ ذرّتْ رياحها رماد النّومِ من جفونه فعْتلى إحدي التّلال لِــ يُشْبِعَ عيناه منها .. أتت الفاتنه وهذه المرة تحمل كأسَ شايْ وكوبَ حليبْ وروايته التي نسي من من فرطَ شخوصه في فجِّ الفجرِ والشّروقْ .. شعرتْ الفاتنه بمدى تعلّقه بــ الطّبيعه لذا لم تكثر من الأسئله وتحلّتْ بــ الصّمتْ وكان وجهها والشروقْ وجهانْ لعملةِ فتنة رقصتْ في مخيلته ببراعة .
عاد المجنونان إلى الكوخْ وودّعَ زوجة صديقه وأمها وأخوها وبــ عيونه ودّعَ الفاتنه وفي طريق العوده شرعَ في التأمّلْ في ملحمةٍ بين إمبراطورياتْ الحلم القديم وولادتِ حلم جديد وهل سيتمكن هذا الحلم من كسر جيوش الفرس والإستيلاء علي مدائن قلبه وهل تراه سيستولي علي بزنطة هازمًا رومانَ عقله أم ياتري هل يمكنه إزالتَ أهرام فراعنه الوجع القديم ونقوشها من عالمه ..... ووصل المعتوه إلي ملتقي (مدريد) وضبابُ التّسائل طاغٍ علي تلّةِ علقه....!!!!!
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=244031359083571&id=100004301257441