برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionمتجددالقرار الأبوي

more_horiz
القرار الأبوي
******* 
كان الشيخ ياسين محبا لأفراد عائلته وأصبح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجو العائلي الذي ألفه كما أنه لم يستطع 
صبرا على أولاده الذين غادروا البيت الكبير بعد زواجهم إناثا وذكورا . فكان يفكر في طريقة للم ّ شمل العائلة ولو مرة 
واحدة في الأسبوع . فوجه دعوة لأولاده وأصهاره لحضور مأدبة أعدت خصيصا للقائهم ليجعل من بيته مسرحا للقاء الأبناء 
والأحفاد .
كانت وحيدة هي من تقوم رفقة أمها بتحضير مأدبة اللقاء .فهي البنت الوحيدة التي لم تزل في حرم بيت والدها ..كان يحبها

كثيرا .فقد تعلقت به منذ نعومة أظافرها إلى أن أصبحت في ريعان شبابها وأصبحت بمثابة الهواء الذي يتنفسه لما تفيض به
من بشاشة ومرح وحنان ونشاط تملأ بهم البيت بشرا وبهاء.
لم يتخلف من المدعوين أحد ..كانت فرحة الشيخ كبيرة وفي سهرة اللقاء قام بنفسه بتحضير الشاي الذّي كان يحسن طهيه
وبعد تناول الشاي وقبل انصرافهم بعد السهرة طلب منهم أن يكون لقاءهم ولو مرة في نهاية آخر كل أسبوع.
في نهاية آخر الأسبوع الموالي اجتمعت العائلة كعادتها . وكانت إحدى بناته المتزوجات حبلى فأجآها المخاض ..إجتمعت 
الأم والأخوات من حولها وأخبرن والدها وزوجها بضرورة نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الولادة ..كانت الساعة تشير
إلى تمام العاشرة ليلا . وعند ادخالهاا إلى المستشفى فحصها الطبيب المختص رفقة القابلة ..نظر الطبيب إلى القابلة وأمر
بنقلها على الفور إلى غرفة العمليات لأنه أضحى من المستحيل أن تكون ولادتها طبيعية ..أجريت لها عملية قيصرية أصيبت 
على إثرها بنزيف دموي حاد مما أدى بها إلى لفظ آخر أنفاسها ر غم المحاولات المتكررة لإنقاذها ...أخبرت القابلة الزوج والأب
بعد خروج الطبيب الجراح متأسفا بسلامة المولود ووفاة الأم ..كانت حسرتهما كبيرة وكان مصاب العائلة جللا فتحول اللقاء إلى
مأتم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة.
مضت الأيام والشهور وكان الطفل يكبر في كنف والده وجدته التي إهتمت بتربيته ورعايته . وعادت العائلة كعادتها إلى لقائها
المعهود وأثناء سمرهم يقطع الشيخ ياسين كلام المتحدثين من أفراد عائلته قائلا : بالأمس ودعنا أختكم رحمها الله وها هو ذا زوجها
يكابد الصعاب في تربية أبنائه الأيتام لذا قررت أن أزوجه ابنتي (وحيدة ) لتملأ بيته سعادة كما كانت أختها من قبل وتسهر على تربية
أبنائه وتكون بمثابة الأم للمولود الجديد..
شاءت الأقدار أن تتزوج( وحيدة ) زوج أختها وعلى مضض بقرار أبويّ لتودع بعد ذالك كل ما كانت تحلم به في رسم حياتها
لتتفرغ لحياة كلها مسؤولية وعناء..
********
تواتيت نصرالدين
Like a Star @ heaven

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz
تواتيت نصرالدين كتب:
القرار الأبوي
******* 
كان الشيخ ياسين محبا لأفراد عائلته وأصبح لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجو العائلي الذي ألفه كما أنه لم يستطع 
صبرا على أولاده الذين غادروا البيت الكبير بعد زواجهم إناثا وذكورا . فكان يفكر في طريقة للم ّ شمل العائلة ولو مرة 
واحدة في الأسبوع . فوجه دعوة لأولاده وأصهاره لحضور مأدبة أعدت خصيصا للقائهم ليجعل من بيته مسرحا للقاء الأبناء 
والأحفاد .
كانت وحيدة هي من تقوم رفقة أمها بتحضير مأدبة اللقاء .فهي البنت الوحيدة التي لم تزل في حرم بيت والدها ..كان يحبها
كثيرا .فقد تعلقت به منذ نعومة أظافرها إلى أن أصبحت في ريعان شبابها وأصبحت بمثابة الهواء الذي يتنفسه لما تفيض به
من بشاشة ومرح وحنان ونشاط تملأ بهم البيت بشرا وبهاء.
لم يتخلف من المدعوين أحد ..كانت فرحة الشيخ كبيرة وفي سهرة اللقاء قام بنفسه بتحضير الشاي الذّي كان يحسن طهيه
وبعد تناول الشاي وقبل انصرافهم بعد السهرة طلب منهم أن يكون لقاءهم ولو مرة في نهاية آخر كل أسبوع.
في نهاية آخر الأسبوع الموالي اجتمعت العائلة كعادتها . وكانت إحدى بناته المتزوجات حبلى فأجآها المخاض ..إجتمعت 
الأم والأخوات من حولها وأخبرن والدها وزوجها بضرورة نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الولادة ..كانت الساعة تشير
إلى تمام العاشرة ليلا . وعند ادخالهاا إلى المستشفى فحصها الطبيب المختص رفقة القابلة ..نظر الطبيب إلى القابلة وأمر
بنقلها على الفور إلى غرفة العمليات لأنه أضحى من المستحيل أن تكون ولادتها طبيعية ..أجريت لها عملية قيصرية أصيبت 
على إثرها بنزيف دموي حاد مما أدى بها إلى لفظ آخر أنفاسها ر غم المحاولات المتكررة لإنقاذها ...أخبرت القابلة الزوج والأب
بعد خروج الطبيب الجراح متأسفا بسلامة المولود ووفاة الأم ..كانت حسرتهما كبيرة وكان مصاب العائلة جللا فتحول اللقاء إلى
مأتم في ليلة من ليالي الشتاء الباردة.
مضت الأيام والشهور وكان الطفل يكبر في كنف والده وجدته التي إهتمت بتربيته ورعايته . وعادت العائلة كعادتها إلى لقائها
المعهود وأثناء سمرهم يقطع الشيخ ياسين كلام المتحدثين من أفراد عائلته قائلا : بالأمس ودعنا أختكم رحمها الله وها هو ذا زوجها
يكابد الصعاب في تربية أبنائه الأيتام لذا قررت أن أزوجه ابنتي (وحيدة ) لتملأ بيته سعادة كما كانت أختها من قبل وتسهر على تربية
أبنائه وتكون بمثابة الأم للمولود الجديد..
شاءت الأقدار أن تتزوج( وحيدة ) زوج أختها وعلى مضض بقرار أبويّ لتودع بعد ذالك كل ما كانت تحلم به في رسم حياتها
لتتفرغ لحياة كلها مسؤولية وعناء..
********
تواتيت نصرالدين
Like a Star @ heaven


 


من الصعوبة بمكان أننا نتوارث هذا العرف في مثل هذه القرارات رغم ان كل الشرائع لا تجتهد في هذا
خاصة انها احيانا توجة البوصلة نحو مكان مختلف تماما  عما نريد

ولكن القصة بواقعيتها  مؤشر عميق لما يحدث في بعض المجتمعات
 ولو  على حساب بعض الانفس

تحيتي لك تواتيت  نصر الدين

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz

الأديبة المحترمة شرين كامل 
ربما قد بدأ يتضاءل هذا العرف من العادات في الكثير من المجتمعات 
أشكرك على كرم المرور والقراءة  المتأنية  لمحتوى القصة 
تقبلي تحياتي ودمت في رعاية الله وحفظه .  

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz
البرق اللامع
تواتيت نصر الدين

سرد طبعي واقعي امتاز بالمشهدية الصورية وبعض اللحظات الدرامية دالة التمكن من عنصر الوصف

ابدعت واكثر

محبتي

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz

الأستاذ محمد 
أشكر كم على كرم المرور والقراءة المتمعنة في لب النص 
ودمت في رعاية الله وحفظه.

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz
سرد جميل لواقعية 
الحدث

... ابدعت واجدت 

تقديري الكبير

descriptionمتجددرد: القرار الأبوي

more_horiz

الأديبة الفاضلة  برق أبو الشون 
شكرا على كرم المرور وأناقة الحضور 
ودمت في رعاية الله وحفظه.




privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى