برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionهذيان____قصة قصيرة Emptyهذيان____قصة قصيرة

more_horiz
قصة قصيرة_____هذيان..

راقبها تنصرف بعيون نصف مغمضة..صفقت الباب وراءها..تنهد بعمق حين سمع وقع أقدامها تبتعد عن الغرفة..غمغم :_أخيرا..! منذ لحظات كانت تقف عند رأسه..قالت كلاما كثيرا..ضاق بثرثرتها..بسخريتها اللاذعة..سلسلة من التحذيرات والتوصيات..ختمتها بحبة دواء وكوب ماء....ظلت جملة كريهة تتردد داخله..أرجو أن تحشر رأسك الصلعاء في قبعة حين تتعافى..إصلاح السيارات تحت الشمس ربما يكون قاتلا..! تخاف عليه..أو بالأحرى على مصاريف إضافية مفاجئة..
شعر بالحمى تلهب سائر جسده ..عرق غزير يتصبب منه..أبعد الغطاء الثقيل عنه بيد متراخية..وضع يديه تحت رأسه وتطلع إلى السقف..هدوء يخيم على البيت..لعلها خرجت للتسوق..لا تستشير أحدا فيما تفعله أو ستفعله..وتتحول الى لبؤة شرسة حين تفاجأ بأمر بسيط منه أو من الأولاد..منذ يومين اقتحمت الغرفة وبرفقتها ممرضة المركز الصحي لأنها أوفر كثيرا..وجبة دسمة وزجاجة عطر..وانتهى الأمر..تلك الشرهة اقتربت منه تبتسم في تملق..تحمل في يدها محرارا ...وضعته في فمه..سألتها زوجته في قلق :_حرارته مرتفعة..وشهيته ضعيفة..وأحيانا ينبس بكلام غير مفهوم..!صاحت الممرضة البدينة بصوتها الأجش :_إنها أعراض الحمى.. لا تقلقي..!
تركتاه وذهبتا الى المطبخ..بدأت همساتهما تعلو..ثم تحولت الى قهقهات عالية..عادت تنتزع المحرار من فمه..نظرت اليه بانزعاج :_أربعون درجة..التفتت الى زوجته..وكأن الأمر لا يعنيه..كطفل لا يفقه ما يدور حوله..هرعت إلى حقيبتها الممتلئة بالأدوية المجانية..مدت إلى زوجته علبتين..قالت بزهو :_دواؤه عندي..هذا مخفض للحرارة وهذا مسكن سوف يجعله يرتاح ويتحسن بسرعة..! ابتهجت الزوجة وعانقتها:_صديقتي أنت كالبلسم الشافي..إنه مريض منذ يومين..وكل يوم إضافي معناه المزيد من هدر المال..!مطت الممرضة شفتيها وقالت بثقة:_كوني مطمئنة سيشفى بسرعة..لا تنسي أنني الأخرى أريده أن يصلح سيارة زوجي..! غمغم بتأفف:_تلك الخردة مرة أخرى..!..رمقته زوجته بنظرة تهديد..وغادرت الغرفة رفقة صديقتها..!حاول أن ينام قليلا..تقلب على جنبيه عدة مرات ..كأنه ينام فوق الأشواك..يسقط في غفوة.. فتوقظه حرارته المرتفعة..
وقع خطوات تتجه نحو غرفته..أرهف سمعه ثم تمتم بحنق:_يا إلهي..لقد عادت بسرعة..! جذب الغطاء حول نفسه متظاهرا بالنوم..سكنت كل حركاته..فُتح الباب..اقتربت الخطوات..توقفت بجانبه..امتدت يد إلى جبينه تختبر حرارته..استغرب الأمر..تساءل:_ماهذا الحنان الذي حل عليها فجأة..؟بدأت تسوي الغطاء حول رجليه..مررت يدها فوق ظهره..تساءل حائرا_:ماذا تفعل...؟هل تتأكد أني نائم..؟..انتقلت إلى الجهة الأخرى..اقتربت من وجهه تتحسس أنفاسه بيدها..فكر بخوف:_يا إلهي هل تظن أني قد مت..؟ مهلا ..هذه ليست رائحتها..مزيج غريب..القرنفل..الورد..الحناء..يا إلهي إنها أمي..! انتفض فجأة ورمى الغطاء..جفلت المرأة..ثم ابتسمت..جذب رأسها بكلتا يديه وقبله بسرعة..استلقى على ظهره وسألها بقلق:_هل رأتك..؟أجابته بصوت هامس:_لا ..وجدت الباب مفتوحا..ليست هنا.. المرآب مقفل منذ أيام..وهذا أثار مخاوفي..قاطعها بخشونة:_لقد تعرضت لضربة شمس..!تنهدت بحزن:_لطالما أصبت بالحمى في صغرك..وكنت أعالجك بماء الورد والأعشاب..قاطعها بفتور:_وتضعينها في منديل ابيض وتلفين به رأسي..! تطلع إلى الساعة بعصبية..ربتت على كتفه وقالت:_لا تقلق ..فقط استرخ ونم ..سوف أنصرف بعد لحظات..
امتثل إلى أمرها واستدار..شعر بدوار وغثيان كأنه يركب أرجوحة السوق العالية..تداخلت الصور في مخيلته..وعلت أصوات داخله..صرخات..توسلات..همهمات..أصوات غاضبة..الماضي..الحاضر..بيت والديه القديم..وأمه تقف في عتبته وتشير إليها_:أخرجي ..إياك والعودة الى هنا..! ذلك الوجه المألوف يبكي ..يستعطفها للبقاء..!..هو يقف حائرا بينهما..تنزع أمه منديل رأسها ..ترميه على الأرض..تقول جملتها المعهودة بنبرة من الوعيد:_إذا كان رضاي يهمك طلقها يا بني..سأزوجك بأفضل منها..! يحاول إثناء أمه عن طردها..كلماته واهية:_ستطيعك أعدك بذلك..لم تذنب في شيء يا أمي ..! شيعها مغلوبا على أمره بنظرات حزينة ...تغيرت الاصوات والوجوه فجأة..
وتناهى إلى سمعه صوت زوجته تصرخ بحقد وكراهية:_اخرجي و إلا دفعتك من أعلى السلم..أمه تتوسل..إنه ابني فلذة كبدي ..لا يمكنك حرماني منه..!زوجته تضع كلتا يديها حول خصرها وتصرخ بغضب:_ألا يكفيك أنه يزورك من واء ظهري..؟..! أمه تبكي:_أنا من زوجتك إياه...تقهقه الزوجة عاليا:_لست الأولى مكسورة الجناح التي رميتها خارجا..! تلك الكلمات المتغطرسة يليها رجاء أمه وبكاؤها..تسكت الأصوات فجأة..ويخيم سكون موحش ..شعر بيد تهزه برفق.._أبي..هل أنت نائم..؟.فتح عينيه وأجال بصره في الغرفة..كان الطفل لا يزال يحمل محفظته على ظهره..سأله بصوت خافت:_أبي هل تشاجرت مع أمي..لقد أردت تقبيلها لكنها دفعتني حتى كدت أسقط ..إنها غاضبة كثيرا..!زفر والده باستياء وقال:_ومتى كانت أمك راضية..؟ ألقى الولد محفظته على الأرض ..اقترب منه ثم التفت بحذر نحو الباب وهمس في أذنه:_هل أتت جدتي لزيارتك..؟ فكر والده للحظات..حمى..نوم مضطرب..كابوس مزعج..ثم قال:_لا يابني لماذا تسأل..؟هز ابنه كتفيه وأجابه بحيرة:_لا أدري يا أبي لكني لمحتها في نهاية الزقاق تكفكف دموعها..!
ضرب الاب جبينه بكفه وقال:_يا إلهي..!

حنين فيروز09/01/2015

descriptionهذيان____قصة قصيرة Emptyرد: هذيان____قصة قصيرة

more_horiz
البرق اللامع
حنين

هذيان يقترب للواقعية في مجتمعاتنا الشرقية والعربية عموما ، اذ تكثر ظاهرة التسلط من كلا الجنسين وهنا جاءت الحكاية لتحكي الوجه الاخر للرجل الشرقي الذي قد باع رجولته عند اول دمعة ام ، نعم هناك الهذيان فبين التقليد والكلام والعادات فقدنا الكثير 

قصة ايحائية واقعية اتقنت كتابتها مشهديا مع الدراما الجيدة

ابدعت بل واكثر



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى