برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionالترخم والاستغاثة والندبة Emptyالترخم والاستغاثة والندبة

more_horiz
الترخم والاستغاثة والندبة
 
 
أولا ـ الترخُّم :
      تعريفه : وهو حذف حرف أو أكثر من آخر الاسم المبني تخفيفا على وجه الاعتباط واختص بالنداء : إما لأنه لما كثر استعماله احتيج إلى التخفيف ، أو لأنه لما كان مشاهدا مخاطبا جاز حذف شيء من حروفه لدلالة الحال عليه . ولك في ذلك خياران من الإعراب :
أ ـ ترك الحرف الخير من الكلمة بعد الحذف على ما هو عليه من الضبط .
نحو : يا فاطمَةُ . بعد الحذف تقول : يا فاطمَ . باعتبار أن الحرف الأخير كان مفتوحا في الأصل . وإعرابه : فاطمَ منادى مبنى على الضم على التاء المحذوفة للترخيم في محل نصب . 
ومثله : يا صاحِ ، وأصلها يا صاحِبُ ، بكسر الحاء في الأصل  فبعد حذف الحرف الأخير بقي ما قبله على حالته .
56 ـ ومنه قول الشاعر :
    أفاطمَ قبل بينك متعيني       وحسبك إن منعتك أن تبيني
الشاهد : فاطم ، وأصلها فاطمة فحذف تاء التأنيث ، وضم أخر الكلمة باعتبارها منادى علم مبني على الضم ، ويجوز فتحها اتابعا للحركة الموجودة على الميم اصلا قبل الحذف .
ب ـ مراعاة موقعه من الإعراب باعتباره منادى ، ويكون ذلك ببنائه على الضم . وهو رأي المبرد .
نحو : يا عائشُ . وأصلها يا عائشَةُ .
وإعرابه : عائش منادى مبنى على الضم في محل نصب .
ولا يرخم إلا المنادى المبني على الضم عند أغلب الجمهور سواء كان علما مفردا ، أو نكرة مقصودة ، إلا سيبويه فأجازه في كل اسم يجوز للشاعر ترخيمه في غير النداء للضرورة . كقول الراجز :
     " وقد وسطت مالكا وحنظلا "
الشاهد قوله : وحنظلا ، حيث رخمه ضرورة في غير النداء ، وحذف من أخره التاء ، وأصله " حنظلة " .
57 ـ ومنه قول أبن أحمر :
     أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ       وعمار وآونة أثالا
الشاهد قوله : " أثالا " حيث رخمه في غير النداء للضرورة فحذف من آخره التاء ،
وأصله أثالة . (1)
وللاسم المرخم في النداء إذا لم تتصل به تاء التأنيث عند البصريين شروط هي :
1 ـ أن يكون علما لأن الأعلام منقولة في الأكثر عن وضعها اللغوي إلى وضع ثان والنقل تغيير ، وكذلك الترخيم فهو تغيير .
2 ـ أن يكون مفردا ، أي لا يكون جملة في الأصل كبرق نحره لعدم تأثير النداء فيه ، ولأن الجمل تحكى ولا تغير عن موضعها ، وألا يكون مضافا ولا شبيها بالمضاف لكونهما معربين ، ولأن المضاف والمضاف إليه جريا مجرى الكلمة الواحدة من وجه ، ومجرى الكلمتين من وجه آخر. فلو رخم المضاف لرخم ما ليس بآخر الكلمة على الوجه الأول ، ولو رخم المضاف إليه لرخم ما ليس بمنادى على الوجه الآخر ، وكذلك حكم الشبيه بالمضاف ، غير أن الكوفيين أجازوا ترخيم المضاف إليه قياسا على المركب
58 ـ ومنه قول الشاعر :
       أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة       سيدعوه داعي ميِتة فيجيب
الشاهد قوله : أبا عرو ، حيث حذف عجر ما أضيف إليه المنادى للترخيم ، وهو حذف جائز عند الكوفيين ، وأصله " يا أبا عروة " .
ـــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 342
 
ثالثا ـ أن يكون المنادى زائدا عن ثلاثة أحرف ، لن الثلاثي أقل الأصول في المتمكن وأخفها ، فلو رخم للتخفيف لكان إجحافا وتحصيلا للحاصل .
وأجاز الفراء ترخيم الثلاثي إذا كان متحرك الوسط نحو : سقر ، وعمر فتقول : يا عم (1) .
رابعا ـ ألا يكون مستغاثا لأنه معرب في النداء ، والترخيم لا يكون إلا فيما يؤثر النداء فيه البناء .
خامسا ـ ألا يكون مندوبا ، لأن المراد من الندبة مد الصوت ، وفي الترخيم حذفه .
أما إذا كان الاسم المرخم مختوما بتاء التأنيث فلا يشترط فيه العلمية ولا الزيادة على ثلاثة أحرف . وكل ما أنّث بالهاء حذفت منه الهاء عند الترخيم ، ولا فرق بين المعرفة أو النكرة في ذلك فمتال المعرفة : يا طلحة ، عند الترخيم تقول : يا طلح ،
بحذف التاء وفيه أربعة أوجه : يا طلحَ بالفتح ، ويا طلحُ بالضم ، وهذان الوجهان هما لغتا الترخيم كما مر معنا ، والوجه الثالث تقول : ياطلحةَ بالحاق التاء مفتوحة
59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني :
         كليني لهم يا أميمةَ ناصب       وليل أقاسيه بطيء الكواكب
الشاهد قوله : يا أميمةَ بفتح التاء ، وقيل أن هذه التاء هي في الأصل هاء السكت زادها الشاعر وحركها بالفتح تبعا لحركة ما قبلها ، قيل هي لغة بعض العرب ممن يبني المنادى المفرد على الفتح .
والوجه الرابع أن تقول : يا طلحةُ ، بإلحاق التاء المضمومة على تقدير زيادتها .
فإذا كان المندى المرخم منتهيا بألف التأنيث الممدودة سمراء ، وحمراء فعند الترخيم نقول : يا سمرَ ، ويا حمرَ .
60 ـ ومنه قول الشاعر :
        يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث      إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر
ـــــــــــــ
 1 ـ شرح المفصل ج2 ص 220 .

descriptionالترخم والاستغاثة والندبة Emptyرد: الترخم والاستغاثة والندبة

more_horiz
الشاهد قوله : يا أسمَ حيث أن أصلها يا أسماء ورخمها بحذف الألف والهمزة ، وهذا رأي
سيبوبهِ (1) .
وإن كان المرخم منتهيا بألف التأنيث المقصورة نحو : ليلى ، وسلمى تقول : يا ليلَ ويا سلمَ بحذف الألف وفتح آخر الكلمة .
     والمنادى العلم المرخم إما أن يكون مفردا ، أو مركبا ن فإن كان مفردا فمنه ما يحذف منه حرف واحد وهو نوعان : أصل وزائد .
أما الأصل فنحو : حارث ، ومالك ، وعامر ، وعند الترخيم تقول : يا حارِ ، ويا مالِ ، ويا عامِ بحذف الحرف الأخير من الكلمة وبناء آخر الكلمة بعد الحذف على الكسر . والزائد إما أن يكون للتأنيث نحو : طلحة ، فتقول يا طلحَ .
وإما أن يكون للإلحاق كما في معزى وهو علم تقول : يا معزَ .
أو للتكثير كما في بعثرى وهو علم أيضا تقول : يا بعترَ .
وقد يحذف من المنادى المرخم حرفان زائدان وهما الألف والنون مثل : عمران ، ومروان ، وعثمان وسلمان ، فنقول : عمر ، ومرو ، وعثم ، وسلم .
61 ـ ومنه قول الفرزدق :
     يا مروَ إن مطيتي محبوسة        ترجو الحِباء وربها لم ييأس
الشاهد : قوله : يا مروَ ، حيث حذف الألف والنون للترخيم ، وفتح أخر الكلمة بناء على الحركة الموجودة على حرف الواو قبل الترخيم .
وإن كان العلم مركبا نحو : بعلبك ، حذف منه الجزء الثاني فتقول : يا بعلَ .
ــــــــــــ
1 ـ انظر الكتاب ليسيبويه طبعة بولاق ج1 ص 337 .
 
نماذج من الإعراب
 
56 ـ ومنه قول الشاعر :
    أ فاطمَ قبل بينك متعيني       وحسبك إن منعتك أن تبيني
 
57 ـ ومنه قول أبن أحمر :
     أبو حنش يؤرقنا وطلقٌ       وعمار وآونة أثالا
 
58 ـ ومنه قول الشاعر :
       أبا عروَ لا تبعد فكل ابن حرة       سيدعوه داعي ميِتة فيجيب
 
59 ـ ومنه قول النابغة الذبياني :
         كليني لهم يا أميمةَ ناصب       وليل أقاسيه بطيء الكواكب
 
60 ـ ومنه قول الشاعر :
        يا أسمَ صبرا على ما ناب من حدث      إن الحوادث ملقِيّ ومنتظَر
 
61 ـ ومنه قول الفرزدق :
     يا مروَ إن مطيتي محبوسة        ترجو الحِباء وربها لم ييأس
  
ثانيا ـ الاستغاثة
 تعريفها :
نداء من يُخلِّص من شدة ، أو يعين على دفع مشقة .
نحو : يا لَلمؤمن لِلمظلوم ، يا لَلناس لِلفقير .
 
أحرف النداء التي تستعمل في الاستغاثة .
لا يستعمل في نداء المستغاث به سوى حرف النداء " يا " ، كما أنه لا يجوز حذفها من نداء
الاستغاثة .
 
مكونات جملة الاستغاثة :
تتكون جملة الاستغاثة من ثلاثة أجزاء :
1 ـ حرف النداء " يا " .
2 ـ المستغاث به : وهو من يُستنصَر به لتخليص المستنصِر من الشدة ، ويكون مجرورا في الأغلب الأعم بلام مفتوحة .
3 ـ المستغاث له : ويكون مجرورا بلام مكسورة
نحو : يا لَلكرام لِلمحتاجين .   
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
للكرام : اسم مجرور باللام المفتوحة في محل نصب ، لأنه منادى ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء ، لأنه تضمن معنى الفعل المحذوف : أدعو أو
أنادي .
للمحتاجين : اسم مجرور بلام مكسورة ، وعلامة جره الياء ، لأنه جمع مذكر سالم ، والجار والمجرور متعلق بحرف النداء .
 
أحوال المستغاث به : للمستغاث ثلاثة أحوال :
1 ـ أن يجر بلام مفتوحة غالبا كما أوضحنا آنفا .
2 ـ جواز حذف اللام ، والتعويض عنها بألف في آخر المستغاث .
نحو : يا قوما للمظلوم . ويارجلا للفقير .
يا قوما : يا حرف نداء ، وقوما منادى مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة للألف ، في محل نصب ، والألف عوض عن لام الجر المحذوفة ، حرف مبني لا محل له من الإعراب .
للفقير : جار ومجرور متعلقان بحرف النداء " يا " لأنه متضمن معنى الفعل أنادي .
ـ كما يجوز زيادة هاء السكت عند الوقف .
نحو : يا قوماه للمظلوم . وإعرابه كسابقه ، وهاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
3 ـ قد يبقى المستغاث على حاله كالمنادى .
نحو : يا قوم للمظلوم ، ويا مؤمن للفقير .
يا قوم : يا حرف نداء ، وقوم منادى مبني على الضم في محل نصب .
 
فوائد وتنبيهات :
1 ـ لقد ذكرنا أن لام الجر التي في أول المستغاث غالبا ما تكون مبنية على الفتح ، وقلنا غالبا لأنه يجب بناؤها على الكسر في موضعين : ـ
أ ـ إذا كان المستغاث معطوفا ، ولم يتكرر معه حرف النداء .
نحو : يا لَلشباب ولِلشابات للوطن .
62 ـ ومنه قول الشاعر :
        يبكيك ناء بعيد الدر مغترب      يا لَلكهول ولِلشباب للعجب
يا : حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
للشباب : اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والشباب اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " .
وللشابات : الواو حرف عطف مبني على الفتح ، واللام حرف جر مبني على  الكسر ، الشابات اسم مجرور باللام ، وعلامة جره الكسرة ، وهو معطوف في محل نصب .
ب ـ إذا كان المستغاث يا المتكلم وجب كسر لام الجر .
نحو : يا لِي للمظلوم .
يا لي : يا حرف نداء ، لي اللام حرف جر مبني على الكسر ، ويا المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء .
2 ـ إذا كان المستغاث مبنيا في الأصل بقي على حالة بنائه ، وقدرت عليه علامة الإعراب . نحو : يا لهذا للعاجز ، ويا لك للغريق .
يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء " يا " .
     غير أنه يلاحظ من الإعراب السابق لاسم الإشارة " هذا " التكلف الواضح ، والتعقيد الذي وقع فيه كثير من النحاة ، ونرى ويرى بعض المعربين غير ذلك ، وذلك على النحو التالي :
يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا : اللام حرف جر زائد ن وهذا اسم إشارة منادى مبني على السكون في محل نصب . وبهذا نكون قد أخرجنا الجار والمجرور من التعلق ، لأن اللام زائدة .
 
ثالثا ـ المستغاث له :  
       هو من يستغيث من أجل تخليصه من الشدة ، ودفعها عنه ، ويجر بلام مكسورة .
نحو : يا للناس للفقير ، ويا للشباب للوطن .
فـ " للفقير " هو ما يعرف بالمستغاث له ، ويعرب جارا ومجرورا .
 
فوائد وتنبيهات :
1 ـ ذكرنا سابقا أن لام المستغاث له يجب بناؤها على الكسر ، كذلك يجب بناؤها على الفتح إذا كان المستغاث له ضميرا غير ياء المتكلم .
نحو : يا للمعين لنا .
يا للمعين : يا حرف نداء ، للمعين اللام حرف جر ، ومعين اسم مجرور في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بـ " يا " .
لنا : اللام حرف جر مبني على الفتح ، و " النا " ضمير متصل مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، أو الفعل المحذوف .
2 ـ إذا كان الاسم الواقع بعد المستغاث غير مستغاث له ، بل مستغاث عليه ، أي يطلب الانتصار عليه ، وليس له ، حذفنا اللام ، وجررنا بحرف الجر " من " .
نحو : يا لله من الكاذب .
63 ـ ومنه قول الشاعر :
       يا للرجال ذوي الألباب من نفر      لا يبرح الشرف الردى لهم دينا
يا لله : يا حرف نداء ، لله اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور ، وعلامة جره الكسرة ، وهو في محل نصب منادى ، والجار والمجرور متعلقان بحرف  النداء .
من الكاذب : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، الكاذب اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء .
3 ـ لقد مر معنا أن لام المستغاث في الأغلب الأعم واجبة الفتح ، ولام المستغاث له واجبة الكسر ، والغرض من ذلك هو التفريق بين اللامين ، لأن اللام الأولى واقعة في غير موضعها ، لأن المنادى لا يحتاج إلى لام للدخول عليه ، ولورود اللام في غير موضعها كانت أولى بالتغيير ، لهذا فتحت بدلا من الكسر الذي هو أصل حركتها ، وعلى العكس من ذلك ، فاللام الواقعة في أول المستغاث لام واقع في مكانها ، وجارية على الأصل في استعمالها فبقيت لها حركتها الأصلية وهي الكسر .
4 ـ يجوز في تابع المستغاث المعرب وجهان :  
أ ـ مراعاة المحل ، وبذلك جواز نصب التابع .
نحو : يا لأبطالِ العربِ الشجعانَ للأوطان .
يا لأبطال : يا حرف نداء مبني على السكون ، لأبطال اللام حرف جر مبني على الفتح ، وأبطال منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الكسرة الناتجة عن حرف
الجر ، والجار والمجرور متعلقان بحرف النداء ، وأبطال مضاف ، والعرب مضاف إليه مجرور بالكسرة .
الشجعان : صفة لأبطال منصوب على المحل بالفتحة الظاهرة .
ب ـ مراعاة اللفظ ، وبذلك جواز الجر .
نحو : يا لأبطالَ العربِ الشجعانِ للأوطان .
فـ " الشجعان " صفة لأبطال مجرور على اللفظ ، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة .
5 ـ أما تابع المستغاث المبني في الأصل ، فيعرب تابعا على اللفظ ، أي يجب فيه الجر . نحو : يا لَهذا المؤمنِ للمظلوم .
يا لهذا : يا حرف نداء ، لهذا اللام حرف جر مبني على الفتح ، وهذا اسم إشارة مبني على السكون مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بعلامة البناء الأصلي في محل نصب منادى .
المؤمن : بدل من اسم الإشارة مجرور على اللفظ .
6 ـ إذا كان السم الواقع بعد اللام غير عاقل فلا يصح أن يكون مستغاثا به ، لذلك جاز فتح اللام وكسرها .
نحو : يا لَلعار ، ويا لِلعجب .
فإذا اعتبرنا اللام مفتوحة كما في المثال الأول كان الاسم مستغاثا به ، أي مجرورا باللام في محل نصب منادى ، والتقدير : يا عار احضر فهذا أوانك .
أما إذا اعتبرنا اللام مكسورة كما في المثال الثاني ، كان الاسم مستغاثا له ، أي : مجرورا باللام فقط ، ويكون معناه : يا لقومي للعار .
 
ثانيا ـ الندبة
 
تعرفها : هي نداء المتفجع عليه ، أو المتوجع من .
مثال المتفجع عليه : وا محمدُ ، وا عليُّ .
ومنه قول الشاعر يرثي عمر بن عبد العزيز :
      حملت أمرا عظيما فاصطبرت به    وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
محمد : منادى مندوب مبني على الضم في محل نصب .
ومثال المتوجع منه : وا مصيبتاه ، وا حسرتاه .
64 ـ ومنه قول الشاعر :
      فوا كبداه من حب من لا يحبني     ومن عبرات ما لهن فناء
65 ـ ومنه قول المتنبي :
      وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ     ومن بسمي وحالي عنده سقم
وا مصيبتاه : وا حرف نداء وندبة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ,
مصيبتاه : مصيبتا منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره الفتحة المناسبة الألف في محل نصب ، والهاء هاء السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
 
حروف النداء المستعملة للندبة :
لا يستعمل من حروف النداء للندبة سوى حرفي النداء " وا " ، و " يا " .
أما الأول فيستعمل بدون شروط .
والثاني يجب ألا يكون هناك لبس عند استعماله ، ومنه بيت جرير السابق الذي يرثي فيه عمر بن عبد العزيز .
 
فوائد وتنبيهات :
1 ـ المندوب حكمه حكم المنادى من حيث الإعراب .
ينصب إذا كان مضافا ، أو شبيها بالمضاف ، أو نكرة غير مقصودة .
ويبنى على الضم إذا كان علما مفردا ، ويبنى على ما يرفع به إذا كان نكرة  مقصودة ، أو علما
مثنى ، أو مجموعا جمع مذكر سالما .
2 ـ الغالب في المندوب زيادة ألف في آخره مفتوح ما قبلها ، كما يزاد هليها هاء عند الوقف كما مثلنا سابقا ، ومنه : وا سيداه ، وا رأساه ، وا حسرتاه .
كما أن الألف المذكورة قد تزاد على المضاف إلى المندوب .
نحو : وا حر قلباه ، وا عبد المجيداه .
وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .
عبد المجيداه : منادى مندوب منصوب الفتحة ، وهو مضاف ، والمجيد مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة منع من ظهورها حركة المنسبة على الألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
        ومن شروط زيادة ألف المندوب ألاّ تؤدي إلى لبس ، فإذا أدت إلى إليه لزم الأتيان بحرف مد آخر . نحو : وا أخاكِ .
وهذا تفجع على " أخ " مضاف إلى ضمير المخاطبة ، فإذا زدنا الألف قلنا :
وا أخاكا . فالتبس الأمر بـ " أخ " المضاف إلى ضمير المخاطب ، لذلك وجب  القول : وا أخاكي .
وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .
أخاكي : منادى مندوب منصوب الألف ، لأنه من الأسماء الستة ، وأخا مضاف ، والكاف ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ، والياء حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
3 ـ إذا كان المندوب مضافا إلى ياء المتكلم الساكنة ، جاز حذفها ، وجيء ألف الندبة مفتوحا ما
قبلها .
نحو : وا غلامي . تقول : وا غلاما .
وا : حرف نداء وندبة مبني على السكون .
غلاما : منادى منصوب بالفتحة المقدرة منع من ظهورها حركة المناسبة للألف ، والألف حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وغلام مضاف ، والياء المحذوفة في محل جر مضاف إليه .
      كما يجوز فتح " ياء " المتكلم ، وزيادة ألف الندبة بعدها مع " هاء " السكت ، أو بدونها .
نحو : واغلامياه ، أو وا غلاميا .
ويجوز إبقاء " الياء " دون حذف ، أو تغيير .
نحو : وا غلامي ، وا حسرتي .
4 ـ أما إذا كان المندوب المضاف إلى ياء المتكلم منتهيا بألف مثل : موسى ، ومصطفي ، وليلى وجب إبقاء الياء مع بنائها على الفتح .
نحو : وا موسايَ ، وا مصطفايَ ، وا ليلايَ .
       كما يجوز إلحاق ألف الندبة ، وها السكت .
نحو : وا موساياه ، وامصطفاياه ، وا ليلاياه .
5 ـ فإذا كان المندوب المنتهي بألف غير مضاف إلى ياء المتكلم ، وأريد زيادة ألف الندبة وجب حذف ألفه الأصلية .
نحو : وا موساه ، وا مصطفاه ، وا ليلاه .
وا موساه : وا حرف نداء وندبة ، موسى منادى مندوب مبني على الضم المقدر منع من ظهوره التعذر على الألف المحذوفة ، والألف الموجودة حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون .
نحو : وا غلاميا
 
نماذج من الإعراب
 
62 ـ ومنه قول الشاعر :
        يبكيك ناء بعيد الدر مغترب      يا لَلكهول ولِلشباب للعجب
 
63 ـ ومنه قول الشاعر :
       يا للرجال ذوي الألباب من نفر      لا يبرح الشرف الردى لهم دينا
 
64 ـ ومنه قول الشاعر :
        فوا كبداه من حب من لا يحبني     ومن عبرات ما لهن فناء
   
65 ـ ومنه قول المتنبي :
        وا حر قلباه ممن قلبه شَبِمُ     ومن بجسمي وحالي عنده سقم



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى