برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


حكيم قصّة ...ولد03.

+2
ح م د. العسكري
ادريس
6 مشترك

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyحكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
ذات يوم من أيام الصيف الحارة...وقت الظهيرة...
بعدما
انتهت جدتها من جمعهم-هي وأخواتها- كل واحد في فراشه،وجلست في الزاوية
تحرس عيونهم الصغيرة الخؤونة،وتهددهم بالنعل في يدها وتقسم ألا تتحرك من
مكانها حتى يناموا.
وهم ممددون في كل جهة...مستعظمين أن يهدؤا لبعض الوقت...أو يناموا،عندها تعالى صوت
ٌُحكيمٌٌ....يناديها،فهمت اليه من فراشها لولا سؤال جدتها:
إلى أين؟؟؟...مكانك...نام...
إنه ٌٌحكيمٌٌ سيكمل تعليمها سورة ٌٌالفلقٌٌ.
لا أين تظنين نفسك ذاهبة في هذا القيظ الحارق؟ ...وذلك الشقي سأرسله إلى بيته.
قالت له بأنها نائمة ،ولن تخرج في ذلك الوقت وطلبت منه-أيضا- أن يرجع إلى بيته،وانصرف...إنصرف ٌٌحكيمٌٌ وياليته لم ينصرف... !!
في المساء عند الغروب...جاءت أمه تطرق باب الجدة سائلة عن ابنها الذي لم يعد...كانت تسأل باكية راجية.
في تلك اللحظة خرج كل رجال القرية ليبحثوا عن ٌٌحكيمٌٌ...-هي- لم تقلق كثيرا فكرت فقط في أنهم سيعاقبوه بشدة...
نامت ليلتها خالية البال...
وفي الصباح وجدوه...
ذهب ليلعب قرب البئر،هناك حيث كان يعلمها القران ،وهو يفتخر بالمشي على حافتها...ويستعرض شجاعته.
أخرجوه من البئر جثة هامدة باردة ومنتقعة.
سمعتهم يقولون:أن الرأس الصغير ارتطم بالصخر...وتهشم،والنجيع الجامد كان يسد أنفه الدقيق.
كانت تتصور جسده النحيل...مبللا باردا...ميتا.
كانت تموت وجعا ،عندما تفكر كيف انزلق في الفراغ...ولم يجد له منجد،لابد أن قلبه الصغير تعذب وهو يهوي داخل الظلام؟؟؟.
تخبط طويلا في الماء...وصارع بكفيه البريئتين وحاول جمع خطاه الضيقة وسط ذاك امكان الرهيب.
نادى على أمه مرات ومرات...ونادى- عليها -ربما،وعلى ابن جارهم...وعلى أبيه...صرخ ليسمعه أحد ما...ولكن لا مجيب.
مخيفة حقا صورة حذائه الضيق الصغير الممزق ،ملقا هناك...
مقلوبا في العراء.
أمه
كانت تبكي بحرارة واستسلام...وأمها أيضا كانت تبكي...وكل النساء اللواتي
عرفتهن والتي لم تعرفهن...وحتى جدتها التي طردته اخر مرة سمعت فيها صوته.
رأت بعض الأولاد يبكونه-أيضا- والبنات اللواتي كن يعبن عليها أن تلاعب واحدا من الذكور...كن يكفكفن دموعا على الذي مات...
شعرت
بالقرية حزينة يومها...وأباها الذي منعها من الدرس في الكتاب حزينا كان
مثلها...والجميع كانوا مقهورين يائسين ،حتى ذاك العجوز صاحب السفرجل الذي
كان يسرقه...ذاك الرجل الذي اشتكاه لأمه كان يبكي عليه...
...شيخ الكتاب الذي لم تعرفه بحياتها كان حزينا ،غير أنه جاء وقرأ مايحفظ،وعندها فقط صدقت أنه يعرف اكثر من شيخها.
كانوا جميعا غارقين في دموعهم الا هي... !
لم تبك ،لم تتمكن من ذلك...لم يخطر ببالها أن تجبر عيناها على ذرف الدموع...
عندما
علمت أنه مات...،مرت برأسها سحابة أفكار أنانية...من يكمل تعليمي سورة
الفلق؟؟؟...من يلعب معي؟؟؟...من يخاصمني؟؟؟...من أشتكيه وأتحجج بظلمه
وأتدلل؟؟؟.
مرت سنين طوال...منذ موتٌ حكيمها...والان فقط يمكنها البكاء عليه...لأنها الان فقط عرفت ماذا خسرت يوم خسرته !!!
خسرت أخا وصديقا ومعلما...خسرت لطفه وبراءته وسذاجته...
خسرت أكاذيبه اللذيذة،خسرت صراخه وبكاءه...خسرت شخصا لن تجد مثله أبدا...الا بداخلها !!!.
وتأكدت للحظة بأنها لن تجد من يكمل تعليمها...سورة الفلق...
وكان عليها أن تفعل لوحدها...وتستمر لوحدها...
وتشق طريقها لوحدها...وتبحث لها عن شخص تكون حكيمه...وتعلمه...قل هو الله أحد...قل أعوذ برب الفلق.

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
باجواء ايمانية حيث خلد الجميع الى الراحة

راح قلبي يقطر دمه على حافة بئر حكيم

راحت دموعي تغص بها حدقاتي ،فسألني صغيري ماما

لماذا تبكين

كان في يده دفتر صغير وبانامله الرقيقة يرسم شيئا مدورا

تداعى لي شكل حافة البئر

فمد يده يمسح دمعتي

ماما لا

انها شمس



شمس حكيمة وستعلم ولدي

حروف الضاد صانها القرأن



بعد ان اموووووت من وجع بقلبي



في اجوائك كنت يا ادريس

مبدع تملكت سردك فهنيئا لنا بك

برقا جديدا


خالص مودتي













descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
البرق اللامع


ادريس


قصة بالرغم من اقترابها كثيرا من (( الواقعية )) الا اننا نرى فيها (( رمزية )) واضحة حيث استطاع القاص ان يستعمل ذروة النص في هذه الحلقة باسلوب مميز


مبدع ايها المبدع


تقديري

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
الرائع

قصتك مستقاة من الواقع

ولكن لمسة الأديب البارع

بادية عليها كالشمس المنيرة

دمت بخير .

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
السلام عليكم...
وكأنّي بنفسي أرجع الى أيّام تخرّجي وتحديدا ...
يوم ناقشت مذكّرتي...
وكان الاساتذة المناقشون ثلاثة...
الاستاذة حميدة مشتشارة
الأستاذ محمّد مديرا...
والاستاذ عبد اللّه مراقبا...
والكلّ يغرف من بحر النّقد...
بين علم وذوق...أيقظتم الفرح...
في نصّ بعد لم يكتب...لكنّ المحاولة فيه جادّة...
لم تنضج بعد...
أساتذتي الأفاضل...جزاكم اللّه كلّ خير.

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
نص بروح الاسطوره
امتن روحي كثيرا لنصك يارائع
الصمت ديدني اما الاعمال الكبيره
لك الحب كله

descriptionحكيم قصّة ...ولد03. Emptyرد: حكيم قصّة ...ولد03.

more_horiz
قصة عميقة حقا بالإيقاع المتناغم من القاعدة لقمة الهرم
فقد نازلت الضاد سيدي في عرض هذا المشهدية التي تغرق بإبداعك

وفيها أبعاد نفسية كثيرة جدا أجدت العزف على أوتارها


كنت هنا وسجلت بصمة إعجاب كبيرة


تقديري لك ادريس



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى