برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
في شعر المتنبي يمكننا دراسة ادواته الفنية في شعر الحكمة لديه كما يأتي :
الادوات : 1- اللغة

2- الصورة

3- الموسيقى

– اللغة :
بدأ المتنبي حياته الفنية تلميذا بارعا في مدرسة أبي تمام ، ومضى يترسم خطاه
ويقتفي أثره في خطواته الأولى على الطريق الفني الذي كان أبو تمام يضرب بخطاه الثابتة
القوية فيه ، مثيرا من حوله تلك الضجة النقدية الضخمة التي شغلت القرن الثالث ووضعته
على قمة حركة التجديد فيه ، ممثلا لتلك المدرسة الجديدة التي شق دروبها الأولى رائدها
الأول مسلم بن الوليد . وفي قصائد المتنبي المبكرة التي نظمها في صدر حياته الفنية تبدو
بصمات أبي تمام البديعية واضحة ، وتطل أصباغه وألوانه وتشكيلاته الزخرفية وكأنها تعلن
عن نفسها ، ولكنها تبدو – على الرغم من كل الجهد الذي يبذله المتنبي في صناعتها –
مجرد محاولات ساذجة يحاول فيها التلميذ الناشئ أن يقلد أستاذه الكبير. ويمكننا أن نعتبر
الأسلوب هو المنهج أو الطريقة التي يصوغ بها الأديب أو المبدع أفكاره ويعبر بها عما
يجول في خاطره من عواطف وانفعالات سواء أكانت هذه الطريقة شعرا أم نثرا ، فهو بذلك
أداة لإبراز الأفكار وبلورة العواطف .
وقد كان المتنبي واسع الإطلاع على كتب اللغة والنحو ودواوين الشعراء ،
واسع العلم بأسرار اللغة وغريبها ولهجاتها ، ومذاهب النحاة وشواهدهم . فقد كان مبرزا في
مجال اللغة ، مكثرا في نقلها ، مطلعا على غريبها وحوشيها . وأكثر استشهاده بكلام العرب
نظما ونثرا . قرأ عليه ابن العميد كتابه الذي جمعه في اللغة وكان يعجب من حفظه وغزير
علمه . كما قرأ عليه أهل مصر كتاب المقصور والممدود لأبي العباس ابن ولاد فصححه
وأخذ على مؤلفه بعض الغلطات . قيل إن كتبه بعد موته كانت تحمل ملاحظات نفيسة دونها
بيده . وكان حريصا على حمل مكتبته في أسفاره وقد امتازت لغة المتنبي في قوتها
فلاءمت بها قوة نفسه ومعانيه وأغراضه . وتبدو هذه القوة في ألفاظه الصلبة ، وتراكيبه
المتينة ، وتشابيهه واستعاراته وقد وُصف بأنه نادرة زمانه ، وأعجوبة عصره ، وظل
شعره إلى اليوم مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء . وكان أكثر الشعراء تمكنًا باللغة
العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها ، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء
العربية .


إن اللغة الأدبية تختلف عن لغة العلم والحياة اليومية اختلافا بينا وهي بهذا السياق تعبير لا
ألفاظا مفردة بما تحمله من انفعالات ودلالات إيحائية ، ولهذا فإن لهذه اللغة المثيرة ألفاظها
الخاصة التي لا يجوز للشاعر تجاوزها ، وذلك أن لغة الشعر لغة العاطفة تختلف عن
لغة العقل .
ومن هذا المنطلق فقد أولاها النقاد والدارسون أهمية بالغة لما تمتاز به من مكانة
في العمل الإبداعي باعتبارها العنصر الأساسي لكل عمل فني يعتمد الكلمة كأداة للتعبير .
ويعتبر الدكتور مصطفى سويف أن اللغة مجرد وسيلة عند من عنوا بالمضمون في العمل
الفني دون الصورة ، وعلى الضد من ذلك هي غاية الفنان عند فريق آخر من الباحثين من
. فالنقد نفسه لا يتعلق في التجربة ) j.p. Sartre أمثال ريتشاردز وجان بول سارتر
الشعورية بالعمل الأدبي إلا حين تأخذ صورتها اللفظية . ولأن الحكم عليها لا يتأتى إلا
باستعراض الصورة النقدية التي وردت فيها وبيان ما تنقله هذه الصورة إلينا من حقائق
ومشاعر .
ولهذا كان من أوليات الشعر ، حسن استظهار خصائص اللغة لأنها مادة العمل
الشعري ، فكانت بذلك علاقة تجربة الشاعر بلغته ، أوثق من علاقة الشاعر أو المؤلف
المسرحي ، وذلك لأن الشاعر يعتمد على ما في قوة التعبير من إيحاء بالمعاني في لغته
التصويرية الخاصة .
ومن هنا عمد النقاد والدارسون إلى اعتبار الشعر اكتشافا دائما للكلمة واكتشافا
للوجود ، من خلال اللغة وطريقة تعامله معها تتم عن مدى قدرته على عملية الخلق
والاكتشاف للأبعاد الجديدة التي تحملها الألفاظ ، والتراكيب ، ومن ثم فإن : " الشعر الوسيلة
الوحيدة لغنى اللغة وغنى الحياة على السواء ، والشعر الذي لا يحقق هذه الغاية الحيوية لا
. ( يمكن أن يسمى شعرا بحق "
وعلى هذا الأساس فقد تفاوت الأدباء والشعراء وتمايزوا في طريقة تعاملهم مع اللغة ،
فمنهم المجيد ، ومنهم العادي ومنهم دون ذلك لأن التعبير الأدبي في أبسط صوره صنعة
.
لغوية تختلف اختلافا واضحا من أديب إلى آخر ، فقد يكون البعض مقتصدا كأحمد
حسن الزيات ، أو مسرفا كطه حسين ، أو أن يكون هادئا كإبراهيم ناجي ، أو هادئا كحسن
إسماعيل أو مكثفا معقدا كالرافعي ، أو سهلا رشيقا كنزار قباني .
وليس ذلك مرده إلى طبيعة الشاعر ، بل إنه يعود إلى طريقة تعامله مع اللغة وفهمها
وفي إحساسه لها في استعماله كل حبالها من البساطة الكاملة إلى المعاضلة المعقدة .
ونتيجة للدور الكبير والهام الذي تلعبه اللغة في الحكم على العمل الإبداعي ، كان من
واجبنا أن نقف على هذا الجانب في شعر المتنبي لنكتشف ونستقصي الخصائص التي تميزت
بها لغة شاعرنا .
لقد أضفت لغة المتنبي القوية على أشعاره صورا حماسية رائعة ارتسمت في تطور
منحاه البياني ، هذه الروح الثورية المتأججة ، وهذه الصرخات الأليمة التي تصدر من نفس
شاعرنا التي تشكل المصدر أو الينبوع المتدفق في بناء قصائده ، إذ يقول في قصيدة يمدح
Sad فيها سيف الدول
وَمَا أَنَا إِلاَّ سَمْهَرِيٌّ حَمَْلتَهُ فَزَيَّنَ مَعْرُوضًا وَرَاعَ مُسَدَّدَا
أَجِزِْني إِذَا أَنْشَدْتُ شِعْراً فَِإنَّمَا ِبشِعْرِي أَتَاكَ اْلمَادِحُونَ مُرَدَّدَا
وَدَعْ ُ كلَّ صَوْتٍ غَيْرَ صَوْتِي فَِإنَِّني أَنَا الصَّائِحُ اْلمَحْكِيُّ وَاْلآخَرُ الصَّدَى
تَرَ ْ كتُ السُّرَى خَْلفِي لِمَنْ قَلَّ مَاُلهُ وَأَنْعَْلتُ أَ ْ فرَاسِي ِبنُعْمَاكَ عَسْجَدَا

فالمتأمل لهذا النص الشعري يلفته الشكل الخارجي للغة التي تحمل جملة من الوظائف
والدلالات في بنيتها الفردية (الكلمة) وبنيتها الكلية (التركيب) . فاللغة بهذا البناء الفني
عند المتنبي كانت مادة لدلالة ظاهرة وباطنة تتجاوز القرائن البعيدة لتقف عند سطوة
المدرك الملموس الذي يستشعره المتنبي . فقد أوجد عالما كاملا من الكلمات في
مستوى طموحه ( سمهري ، مسددا ، عسجدا ... ) كلمات كلها قوة ، ويمكن أن نرد
هذا إلى نفسيته المتأججة بنار الثورة المتطلعة إلى المعالي وهذا ما مكن هذه النفس
الثائرة إنتاج فخامة على هذا الشعر الذي له علاقة وطيدة بنفسية صاخبة وهو ما مكن
العمل الفني أن يكون في مستوى تطلعاته وطموحه واعتداده بذاته من جهة ، وميله إلى
نهج سبيل القوة من جهة أخرى .

إذا فاللغة الشعرية عند المتنبي لغة تسعى إلى البحث عن الجديد وغير المألوف لكي
تكون تمثلا صادقا لنفسية الشاعر ، ولقد سعى بلغته هذه إلى بناء معمار فني خاص ، يعتمد
على استثمار العلاقات الصوتية للغة فتسعى الكلمات في قصائده إلى أن تغمر القارئ بمتعة
صوتية تصرفه عن المعنى للحظة في عالم من التراكيب المتخيلة ، ولكنه لا يلبث بعد انتهاء
الموجة الشعرية أن يتكشف جلاء هذا الغموض مما يولد لديه إحساسا بالارتياح .
وهذا ما لاحظه الدكتور طه حسين : " روحا عذبا غريبا ليس من اليسير وصفه ولا
تصويره ، ولكنك تحسه إحساسا قويا ، بل أنت تقرأ القصيدة ، فإذا هذا الروح يسبق ألفاظها
ومعانيها إلى قلبك ، ويشيع في نفسك خفة وطربا ...والغريب أن هذا الروح العذب الخفيف
يحتفظ بعذوبته وخفته في القصيدة كلها ، ولكنه مع ذلك يتخذ أشكالا ، وإن شئت فقل
يتخذ ألوانا مختلفة ، تتباين بتباين المعاني والموضوعات التي يطرقها الشاعر في هذه
.
لقد ارتقى أبو الطيب المتنبي باللغة إلى أبعد الحدود وأعطاها أبعادا جديدة تكشف
عن رؤية جديدة لنظام اللغة حيث كانت له قدرة فائقة على تطويع الكلمة واستخدامها
في شعره .
ويحذر الشعر من تلك القيود التي يراها بمثابة المعوقات التي تحد من الانطلاق في
التحليق نحو سماء الشعر ، فيستطيع من خلال تلك الكلمات المضيئة المشرقة أن يرسل
نشيده الخالد الذي يملأ الكون بضيائه ويعيد الإنسان إلى كيانه البشري .
هذه هي إذا مهمة الشاعر الذي يجعل من الكلمة ثورة لا تهدأ وصرخات تهز العالم
هزا ، فالكلمة بهذا التصوير هي ثورة غاضبة وعاصفة هوجاء عند شاعرنا تبعث في
الخاملين والكسالى ، وتفجر من الألم أملا وتبعث من اليأس رجاء ، فيقول المتنبي :
اْلخَيْل وَاللَّيْل وَاْلبَيْدَاءُ تَعْرُِفِني وَالسَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَاْلقِرْطَاسُ وَاْلقََلمُ
( صَحِبْتُ فِي اْلفََلوَاتِ اْلوَحْشِ مُنْفَرِدًا حَتَّى تَعَجَّبَ مِنِّي اْلُقورُ وَاْلَأكَمُ


ويقول أيضا :
ُأرِيدُ مِنْ زَمَِني ذَا أَ ْ ن يُبَلِّغَِني مَا َليْسَ يَبُْلغُهُ مِنْ نَ ْ فسِهِ الزَّمَنُ
( مَا ُ كلُّ مَا يَتَمَنَّاهُ اْلمَرْءُ يُدْرِ ُ كهُ تَجْرِي الرِّيَّاحُ ِبمَا لاَ تَشْتَهِي السُُّفنُ
وقوله كذلك :
وَمَا أَنَا إِلَّا سَمْهَرِيٌّ حَمَْلتَهُ فَزَيَّنَ مَعْرُوضًا وَرَاعَ مُسَدَّدَا
( وَمَا الدَّهْرُ إِلاَّ مِنْ رُوَاةِ قَلاَئِدِي إِذَا ُقْلتُ شِعْرًا أَصْبَحَ الدَّهْرُ مُنْشِدَا

ذلك أن أبا الطيب ينظر إلى الكلمة على أنها ينبوع الثورة المتفجر فهو لم يتوانى لحظة في
استخدام الكلمة المعبرة ، فكأن لسان قومه في التعبير الثوري الذي يتأتى طرق الموت
والهلاك ناشدا الوصول إلى بغيته . فكان يكثر من اختيار الألفاظ المدوية التي تحمل دلالات
كبيرة ومن تلك الألفاظ ( الرياح ، سمهري ، الدهر ) . فقد افتخر بنفسه في التشبه بالرمح ،
وعظم الأمير بإظهار طواعيته له وخضوعه المطلق لإرادته ، وهذا يظهر لنا قدرته الفائقة
على مزاوجة المعاني ، وجمع المتناقض منها في معنى واحد بالتخريج والتأويل .
ويمكننا القول أن المتنبي الذي استوعب تراثه وثقافة عصره على نحو فريد ، استطاع
أن يجعل في قصائده أعماقا وتجليات لتلك الثقافة وذلك التراث ، ولكنه استطاع في الوقت
نفسه أن يتعداهما إلى تحقيق إنجازه الشعري الباهر، الذي يتمثل في الدرجة الأولى بلغة
شعرية صقيلة نافذة متألقة . بهذا الإنجاز الشعري ، ربح المتنبي معركته مع الزمن ، الذي
كان في شعره أبرز الخصوم .
ويقول الأصفهاني في كتابه ( الواضح في مشكلات شعر المتنبي ) : " وجملة القول
. ( في المتنبي أنه من حفاظ اللغة ، ورواة الشعر "
ويعتقد جودت فخر الدين أن التباس المتنبي بأسرار لغته هو أساس الموقف الذي
صدر عنه في شعره كله . إنه موقف الشعور بالتفوق ، الذي يضع المشروع الشعري اللغوي
فوق أي مشروع آخر، والذي يتراجع إزاءه كل غرض وكل موضوع وكل موقف آخر.
إزاء هذا الموقف ، لا يكون المديح سوى ذريعة أو فرصة . وكذلك الهجاء أو الغزل ... أو
.
غير ذلك من الأغراض . لا أظن أن الدارسين قد ذهبوا بعيدًا في الكشف عن أسرار اللغة
الشعرية للمتنبي . وعلى رغم الدراسات الكثيرة والسجالات والمعارك النقدية التي دارت
.( حوله ، فإن شعره لا يزال يغري بالمزيد من البحث والتعمق
و لعل سر اقتران الحكمة الشعرية بالمتنبي أكثر من غيره من الشعراء هو قدرته
اللغوية الفائقة ، والخبرة بمتطلبات الصياغة التي جعلت أبياته تتردد على الألسنة ؛ فتكتسب
سيرورتها واستمرارها ، وهي لغة صقيلة حاسمة واضحة ؛ تقنع المتلقي وتدهشه معا . يقول
المتنبي في هذا البيت :
( وَوَضعُْ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا مَُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى
فهذا البيت يخبر عن معنى دقيق ، خلاصته أن الأفعال لا تمدح أو تذم مجردة عن ظروفها
وملابساتها ؛ فللشدة مواطنها التي لا ينفع فيها الرفق واللين ، والعكس صحيح أيضا . فهو
في هذا البيت قد سكب هذه الحكمة المستمرة الثابتة في قالب الجملة الاسمية الدالة على
الثبوت والرسوخ والدوام ، واللافت أنه لم يستخدم في البيت فعلا قط ! وهذا الاختيار أي
الاقتصار على الأسماء في أبيات الحكمة ، هو اختيار واع من الشاعر للغته ، ويكاد يكون
ملمحا أسلوبيا في شعر الحكمة ؛ إذ له نظائر كثيرة ، منها قوله :
( الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعِةِ الشُّجْعَانِ هُوَ أَوَّلٌ، وَهِيَ فِي المَحَلِّ الثَّاِني
وقوله أيضا :
( فَطَعمُْ المَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقِيرٍ كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ

في حين يرى الدكتور/ صالح بن عبد الله بن عبد العزيز الخضيري أن المتنبي ينأى
عن الألفاظ المستعملة في الوسط الأدبي و يختار الألفاظ الغريبة أو النادرة أو الشاذة و
يقحمها في نصه الشعري عن قصد و تنتشر هذه الألفاظ في شعره بشكل يختلف إلى حد كبير
عن الأدباء المعاصرين له ، فقد قال في مطلع قصيدته التي مدح بها عبد الواحد بن العباس
المتنبي صاحب اللغة المتجددة ، جودت فخر الدين .
.
أَركَائبَ الأحْبَابِ إنَّ الأدْمُعَا تَطِسُ الخُدُوْدَ كَمَا تَطِسْنَّ اليَرْمُعا
فَاعْرِ ْ فنَ مَنْ حَمَلَتْ عَلَيْ ُ كنّ النَّوَى وَاَمْشِيْنَ هَوْنًَا فِي الأزِمَّةِ خُضَّعَا

لقد اختار كلمة " تطس " من بين عدة بدائل متاحة ، و كان بإمكانه أن يختار كلمة
" تدق " لكنه اختار كلمة تطس لأنها هي التي تعبر عما في نفسه ، وكذلك اختار كلمة
اليرمع ، وكان بإمكانه أن يختار كلمة الحجارة ، وربما يكون للقافية دور في اختيار
كلمة اليرمع .
فقد أصبح اختيار الألفاظ الغريبة و تفضيلها على غيرها من البدائل المتاحة هي إحدى
Stylistic " السمات الأسلوبية لشعر أبي الطيب المتنبي ، فهي بمثابة البصمة الأسلوبية
التي امتاز بها المتنبي عمن عداه من الشعراء . " Finger
لقد أخضع المتنبي مهارته الأسلوبية لإيثاراته الخاصة فهو شاعر متحرر مما يمليه
عليه المقام ولا يضبط اختياراته تبعا لما يتطلبه الموقف ، لذلك نجده يختار الألفاظ ذات
المعاني غير المألوفة و يقحمها في شعره مع إمكان استبدالها بغيرها .
على أن طبيعة الشاعر ونفسيته وراء اختيار هذا النوع من الألفاظ ، فهو لا ينظر
إلى الممدوح فقط لأن صورة المتلقي تتراءى أمامه ولا تغيب عنه، فالمتلقي هو الغائب
الحاضر.


بتصرف :
عن اطروحة ماجستير /جزائرية في الادب العباسي ((شعر الحكمة بين الرؤية الفلسفية والملفوظ النفسي عند المتنبي ))
الطالبة: سامية مدوري.......كلية الآداب / قسم اللغة العربية 2009/2010

اشراف د.معمر حجيج

((يتبع ))


descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
متابع بشوق ومحبة
طرح قيم وغني بكل مافيه
ووقفة مهمة ومتكاملة في نقط عدة مهمة وخاصة أنها تطرقت لجزئيات دلالية وتعبيريه
أكسبت الطرح ايضاحا اكثر للقارئ والمهتم
كل الشكر والود والتقدير لكم ونسال الله تعالى لكم كل خير وتوفيق دائما ابدا
عطاء طيب وألق متجدد
ودي وتقديري لكم
وطاقات الفل والياسمين هدية تليق بكم

descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
الاخ ضاحي المبدع


يسرني جدا ان ارى احد قراء متصفحي الثر بمعلومات لاغنى عنها في مجال الادب والفكر

لتغني فكرك والمعرفة لاتقف على قدم بل تمشي باقدامها حيث استسقى ونها واردوها

لك امتناني

descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
2 - الصورة :
إن الصورة من أهم عناصر العمل الإبداعي الشعري ، وأحد مقومات جودته ، وقد
أولى لها الدارسون والنقاد عناية خاصة سواء تعلق الأمر بالقدامى أو المحدثين .
وتعد معيارا فنيا في دراسة الشعر ونقده بوصفها قيمة جمالية تحددها أخيلة
الشعراء ، وبراعتهم في اختيار الأدق وقعا على نفسية متلقيهم لأنها " تمثيل وقياس نعلمه
بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا"، فضلا عن كونها وسيلة لنقل فكرة الأديب وعاطفته وهي
تستوعب أبعاد الخيال المدرك واللامدرك في آن فالخيال المجسم بأبعاد الصورة سواء
أكانت متأنية من بيئة الشعراء المحيطة بهم دراسة أم ماثلة شاخصة أمام أبصارهم ، كفيل
بتحديد الأبعاد المتمثلة بصفاء الذوق ورقة المشاعر.
فالصورة حادثة ذهنية مرتبطة نوعيا بالإحساس ، فعندئذ تكون حيويتها كامنة في
الحدث الذهني فضلا عن كونها منهجا لبيان حقائق الأشياء .
ويوعز استخدام المصطلح النقدي " صورة " إلى اتصال الثقافة العربية الحديثة بالثقافة
وهو ما يفسر لنا " IMAGE " الغربية ، فالصورة كما نعتقد هي الترجمة للمصطلح الغربي
.( اعتماد النقاد العرب المحدثين على تعريفات الغربيين للصورة
كما أن الصورة أيضا هي وسيلة الأدب إلى التشخيص . ولها طرائق عديدة منها
التشبيه والاستعارة والمجاز والرمز والأسطورة وغيرها من هذه الطرائق التي تمكن الأديب
من أن يثير بألفاظه المختارة وصوره الجيدة كل ما يمكن إثارته في نفس القارئ من مشاعر
وذكريات ، فلا يقتصر في أداء المعنى على مجرد سرده وبسطه بطريقة مستقيمة مباشرة .
وتأتي فاعلية الصورة من كونها تمثيلا للإحساس ، " فالذي يضفي على الصورة فاعليتها ،
ليس هو حيويتها ووضوحها بقدر ما تتميز به هذه الصورة من صفات باعتبارها حدثا عقليا
. له علاقة خاصة بالإحساس"
والفن في حقيقته طائفة من الصور التي يعبر من خلالها الفنان على قدرته على
رؤية الواقع واكتشاف الحقائق التي تتجلى من خلال الصورة فيستطيع الآخرون رؤيتها في




بتصرف :


عن اطروحة ماجستير /جزائرية في الادب العباسي ((شعر الحكمة بين الرؤية الفلسفية والملفوظ النفسي عند المتنبي ))
الطالبة: سامية مدوري.......كلية الآداب / قسم اللغة العربية 2009/2010

اشراف د.معمر حجيج

((يتبع ))2-











descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
مجلوبك رائع وقيم وثري شاعرتنا الرائعة حميدة

لا غنى لأي اديب عن هذه التجربة الفريدة للمتنبي


متابعون معك بكل روعتك

descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
شيرين كامل كتب:
مجلوبك رائع وقيم وثري شاعرتنا الرائعة حميدة

لا غنى لأي اديب عن هذه التجربة الفريدة للمتنبي


متابعون معك بكل روعتك



غاليتي شيرين

حضورك أنار المكان

لك خالص الامتنان


descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
3- الموسيقى :
ينوه الدكتور محمد حسين الطريحي في كتابه ( البنية الموسيقية في شعر المتنبي )
إلى أنه على الرغم من مضي أكثر من ألف عام على ولادة المتنبي ، فإنه لم يزل يولد مع
كل جيل ، ولم يزل شاعر الحضارة العربية . وقد تناولت دراسته تشكيلات الحروف
وأنماطها النغمية ، وموسيقى التشديد وتشكيلات التكرار، والأوزان والقوافي ، والتوافق
الموسيقي في بناء القصيدة . يقوم الكاتب بإيراد الشواهد الشعرية التي يطبق عليها دراسته
للبنية الموسيقية ، ويجد أن المتنبي متيقظ لجرس الحروف وأثرها في إغناء موسيقى
المتنبي عند نظمه القصيدة يستحضر جو المجلس الذي سينشد فيه » القصيدة . ويرى بأن
ويظهر الطريحي ولع المتنبي بالحروف )« القصيدة ويتحسس صداها في نفوس مستمعيه
وتركيباتها من خلال تشريحه لعدد من الأبيات ، التي تبين اهتمام المتنبي بتشكيل علاقات
صوتية وصورية في القصيدة ، تمنحها دفقًا موسيقيًا ، يوضح مدى الأهمية التي يعلقها
المتنبي على وجوب تآلف الحروف في نسق موسيقي . ويصل الكاتب إلى أن المتنبي قد
حرص على إعطاء بنائه الشعري صوتا مميزا له تفرده وتنوعه في ذاته ، والمتنبي موسق
الوجود بالحرف وابتكر لنفسه بواسطته ما عجز عنه من سبقه . يبدو المتنبي الناقد الأول
لشعره ، فهو يؤثر استعمال لفظة ويبعد أخرى ، وكما يرى ابن جني ، فإن المتنبي يدرك أثر
ترادف بعض الحروف أو الألفاظ الخشنة وكأنه يتعمدها ، ليشعرنا بما تمتلكه من قوة إيحائية
تسحب فكر القارئ وتؤكد له قوة التصور والتخييل . وقد سيطر حب اللغة العربية على حياة
المتنبي ، واستحوذ على فكره ، حتى إنه أخذ يصور شكل الحروف بشكل محسوس ، وحاول
تصوير أصوات الحروف وأشكالها ، لشدة ما تمتلك عليه إحساسه وكيانه . توصل المؤلف
إلى أن تشكيلات التكرار الموسيقية ، كان لها أثر كبير في غناء موسيقى القصيدة . ويتابع
تأكيده بأن أهم ما تميز به شعر المتنبي هو استعماله للتكرار النغمي الذي تجيء ألفاظ البيت
موافقة لتفعيلة الوزن العروضي للبحر . وأثبت الطريحي في دراسته أيضا أن المتنبي طوع
الأساليب البلاغية لمقدرته ومهارته الشعرية ، وذلك بتكثيفه استخدام هذه الأساليب أو عن
طريق ابتكاره استعمالات خاصة به . كما أثبت المؤلف أن المتنبي يحكم نسيج البيت

الأول في القصيدة والبيت الأخير في القصيدة نفسها ، فترى أنه يربط بين المطلع والخاتمة .
ومن خلال دراسة القوافي الداخلية ، اتضح أنها تمثل بناء موسيقيا يثري القصيدة بالنغم
المتجدد عبر مختلف الاستعمالات بما يوفره المتنبي من قواف داخلية مغايرة للقافية
الأصلية . من الطبيعي والضروري أن تتم دراسة المتنبي كثيرا ، ومن الطبيعي أيضًا أن
ينال هذا القسط الهائل من الاهتمام ، إذ لا يمكن إغفال أو مجرد إغماض العين على تجربة
المتنبي العملاقة وتأثيرها على الشعر العربي . ورغم مرور ألف سنة على هذه التجربة ، ما
يزال المتنبي حاضرا بكل جبروته وقوته الشعرية ، وقد أوجد لنفسه مكانا مرموقا في خارطة
الشعر الحديث . ومع دخول الشعر العربي مرحلة الحداثة الشعرية ، وتطور شكل القصيدة
العربية وتنوع أهدافها ، يظل المتنبي الفارس الأكثر رهبة ، والمبدع الأكثر حضورا في
خارطة الشعر العربي . وقد أثبت المتنبي أن الشعر ليس ابن مرحلة يختفي بعدها ، بل هو
الوجود الإنساني مهما تغيرت الحياة وتبدلت ، وأخذت أشكا ً لا جديدة . فالشعر يعيش في كل
زمان ومكان .
وقد أدرك النقاد العرب القدامى ما لموسيقى الشعر من دور وأهمية بالغة في العمل
الشعري لذلك ارتبط تعريفهم للشعر بعنصر الموسيقى لأنه أحد مرتكزاته ، فقالوا بأن الشعر
هو الكلام الموزون الحقيقي ، والموسيقى بالنسبة للشعر دعامته وركيزته الهامة هذا إلى
جانب الخيال والصور ، والمتنبي من بين الذين ينفردون في تاريخ الأدب العربي بالقدرة
على استخدام الكلمة الشعرية بدلالاتها المتعددة وهذا على حد تعبير بلاشير حيث وصفه بأنه
. ( "ساحرا من سحرة الكلمة ، أجاد صقل رواسمه بكثير من الفن "
وإن المهتم بشعر المتنبي يجلب انتباهه وفرة عنصر الموسيقى الذي أولاه الشاعر
عناية كبيرة والتزم به . والموسيقى في الشعر تتفرع إلى نوعين يسيران في خط واحد
الأول : هو الموسيقى الخارجية ( الظاهرة ) ، التي تمثلها النغمة التي تحمل لغته في انتظام
ملائم مع حالة الكلمة في التركيب الشعري ، وهذه النغمة المتواترة هي ما اصطلح منذ القدم
على تسميته بالوزن وهو الذي يمد هذه اللغة عن غيرها بالكثير من الخصوصية التي يتميز
بها الشعر عن غيره من الأنواع الأدبية .
.
أما النوع الثاني من الموسيقى في اللغة الشعرية فهو: التناغم الذي يتم في السياق بين
الكلمات والحروف ، فتأتي التجربة في نسق منتظم وهو ما يسمى بالموسيقى الداخلية . ومن
التضافر الذي يتم بين النوعين من الموسيقى يتشكل إيقاع القصيدة الذي يحمل التجربة
.( الشعرية ، وينظم هذا الإيقاع حركة اللغة في الشعر
ويرى البياتي أن الشعر لا يمكن أن يخلو من الموسيقى ، لكنه لا يحدد هذه الموسيقى
. ( بالوزن أو الإيقاع . فهو يستعمل مصطلح الوزن حينا ومصطلح الإيقاع حينا آخر
ولكنه لا يفهم الإيقاع خارج الوزن ، ويرى أن الوزن جزء من كتابة القصيدة ولا وجود
لأوزان تجريدية أو مثالية . وهو لا يتعصب للوزن قديما كان أم حديثا ، وإنما يعده ضروريا
للشعر.
أما خليل حاوي فهو يستعمل مصطلح الإيقاع حينا ومصطلح الوزن حينا آخر ، وهو
يربط بينهما حينا ثالثا في تحديد الشعر . وهو إذا استعمل الإيقاع أضاف إليه مصطلح
الموزون حتى يفرق بين إيقاع الشعر وغيره . فإيقاع النثر منفلت أما إيقاع الشعر
فمنضبط . والوزن في الشعر شرط ضروري يؤدي إهماله إلى اللا شعر. على أن الوزن
عند حاوي ينشأ عن الإيقاع الذي تكتشفه القصيدة ، فهو يبدأ إيقاعا عاما ثم يتحول إلى وزن .
ولدراسة العناصر الموسيقية في شعر المتنبي يحسن بنا أن نفصلها إلى قسمين :
* الموسيقى الخارجية
إن اختيار الشاعر للوزن مرتبط بنفسيته وحالته الشعورية والدكتور إبراهيم أنيس
يقر هاته الحقيقة : فيقول : " في الفرح غير ما في الحزن واليأس ونبضات قلبه حين يمتلكه
السرور سريعة يكثر عددها في الدقيقة ولكنها بطيئة حين يستولي عليها الهم والحزن ولابد
أن تتغير نغمة الإنشاء تبعا للحالة النفسية فهي عند الفرح والسرور متلهفة مرتفعة ، وهي في
اليأس والحزن بطيئة حاسمة " . وبهذا فإن الإيقاع أحد المظاهر الخارجية للنغم وهو يتمثل
في الوزن والقافية واللفظ .
.
ولدراسة موسيقى الشاعر نأخذ هذا النموذج ، وهو القصيدة العينية التي مدح فيها
المتنبي سيف الدولة والتي تتضمن وصفا لمعركته ضد الروم ، وقد جرت في جمادى الأولى
سنة 339 ه . والتي نجد مطلعها عبارة عن مطلع غنائي حزين والذي نشعر من خلال
موسيقاه بالكآبة والحزن بل تجاوزها إلى الانكسار والسخط . فعلاقة الحزن والعواطف
بالإيقاع علاقة وثيقة ، فالعواطف والأحوال النفسية لها صلة بنبض القلب حيث يسرع النبض
في حالة الفرح ويقل في حالة الحزن . يقول المتنبي :

غَيْرِي ِبَأ ْ كَثرِ هَذَا النَّاسَ يَنْخَدِعُ إِ ْ ن قَاتَُلوا جُِبنُوا وَإِ ْ ن حَدَُّثوا شَجُعُوا
أَهْ ُ ل اْلحَفِيظَةِ إِلاَّ أَ ْ ن تُجَرِّبَهُمْ وَفِي التَّجَارِبِ بَعْدَ اْلغَيِّ مَا يَزَعُ
وَمَا اْلحَيَاُة وَنَ ْ فسِي بَعْدَمَا عَلِمَتْ إِنَّ اْلحَيَاةَ كَمَا لاَ تَشْتَهِي طَبْعُ
َليْسَ اْلجَمَُال لِوَجْهٍ صَحَّ مَارِنُهُ أَنْفُ اْلعَزِيزِ ِبقَ ْ طعِ اْلعِزِّ يُجْتَدَعُ
( أَأَ ْ طرَحُ اَلمَجْدَ عَنْ كَتِفِي وَأَ ْ طُلبُهُ وَأَتْرُكُ اْلغَيْثَ فِي غِمْدِي وَأَنْتَجَعُ

فهذه القصيدة من البحر البسيط ، والذي أجزاؤه ثمانية وهي :
مُسْتَ ْ فعُِلنْ فَاعُِلنْ مُسْتَ ْ فعُِلنْ فَاعُِلنْ مُسْتَ ْ فعُِلنْ فَاعُِلنْ مُسْتَ ْ فعُِلنْ فَاعُِلنْ
والإيقاع المعتمد في هذا البحر يصور لنا ويبين الإحساس الذي يعيشه الشاعر من حزن
وانكسار وهو ما أدى بالإيقاع أن يتخذ منحى بطيء وهو ما يدل على المرارة التي بصددها
الشاعر أما القافية فقد اختار المتنبي قافية العين المضمومة والدالة على الألم والتوجع خاصة
وأن المتنبي يستشعر هزيمة المسلمين ، وحينما كان يتذكر خداع الناس ومكرهم . وهي
بمثابة الإنذار المتحدي عندما كان يعيش مشاعر الانتصار على الروم والشماتة بهم .
وقد تمسك الشاعر بهذا الحرف وأبقى عليه في كل أبيات القصيدة وهو ما أضفى
عليها انسجاما متناهيا ، واتزانا ووقعا لطيفا على النفس .
أما عن ألفاظ القصيدة ، فقد وفق الشاعر في اختيارها ، فكانت مناسبة خادمة للمعنى
والموضوع ( ينخدع ، الحفيظة ، الغي ، يجتدع ،....) هذه الألفاظ تلاءمت وانسجمت مع
الجانب الموسيقي فأصبغت النص بطابع الحزن والأسى .

ويقول الدكتور طه حسين عن هذه القصيدة منبها إلى ما فيها من جو موسيقي ، " ثم
هي تصور فوق الحوادث نفس المتنبي ، وما ثار فيها من العواطف المختلفة والأهواء
المتباينة ، ثم هي بعد ذلك كله تصور نفس الأمير وقد عاد محزونا كئيبا نادما خائب الأمل ،
ولكنه مع ذلك يتحرق شوقا إلى الانتقام ، ولا يكاد يطمئن ولا يستقر حتى يبلغ منه ما
. ( يريد "
ثم نسير مع القصيدة فتقابلنا ظاهرتين يحرص عليهما المتنبي في سائر شعره حرصا
كبيرا وهما ظاهرتي الطباق والمقابلة ، فنجدهما في قوله : " إِ ْ ن قَاتَُلوا جُبِنُوا وَإِ ْ ن حُدُِّثوا
شَجَعُوا " . فهو شغوف بالطباق والمقابلة بين الألفاظ والمعاني ، فالمقابلة صورة لإحساس
الشاعر الداخلي الذي يرى الشيء ونقيضه في آن واحد . أما الطباق فيعطي تلوينا موسيقيا
هاما ، إلى جانب ما فيه من تعميق للمعنى وتوضيح له .
ونجد المقابلة أيضا بين المعاني وما تثيره من موسيقى في البيت الثاني من عينيته السابقة :
( أَهْ ُ ل اْلحَفِيظَةِ إِلاَّ أَ ْ ن تُجَرِّبَهُمْ وَفِي التَّجَارُبِ بَعْدَ اْلغَيِّ مَا يَزَعُ
وقد لاحظ الباحثون هذه الظاهرة في شعر المتنبي وعدوها من محاسن صياغته
الشعرية ، فرأى الدكتور طه حسين أن : " المتنبي يحسن المقابلة بين الأضداد في أنفسها كما
يحسن المقابلة بين الألفاظ التي اختارها ليدل بها على هذه الأضداد . فإذا تمت له المقابلة بين
المعاني المتضادة وتم له الاختيار الحسن للألفاظ التي تدل عليها ، عرف كيف يضعها في
مواضعها من النظم ، وكيف يلائم بينها وبين ما يسبقها وما يلحقها من الألفاظ ، وتأتي له
بذلك تحقيق شيء من الاتساق البديع يلهيك ويشغلك عما تكلف الشاعر من الجهد في تحقيق
. ( هذا الفن "
ومن مظاهر الموسيقى الخارجية التي يحرص عليها المتنبي كثرة استعماله للأسلوب
الإنشائي ، من استفهام وتعجب ونداء يتصل اتصالا وثيقا بالموقف النفسي من ناحية ،
ويعطي تنوعا موسيقيا في القصيدة الشعرية من ناحية أخرى . على الرغم من أن عينيته
.
هنا تبدأ بداية تقريرية كم هو الشأن في افتتاحيات عدد كبير من قصائده ، فإنه لا يلبث أن
ينتقل إلى جو موسيقي متنوع يتكون من الاستفهام بما يثيره في تنوعه من معان مجازية ،
ومن تنوع صوتي كما في قوله :

وَمَا اْلحَيَاُة وَنَ ْ فسِي بَعْدَمَا عَلِمَتْ إِنَّ اْلحَيَاةَ كَمَا لاَ تَشْتَهِي طَبْعُ
لَيْسَ اْلجَمَُال لِوَجْهٍ صَحَّ مَارِنُهُ أَنفُْ اْلعَزِيزِ بِقَ ْ طعِ اْلعِزِّ يُجْتَدَعُ
( أَأَ ْ طرَحُ الَمَجْدَ عَنْ كَتِفِي وَأَطُْلبُهُ وَأَترُْكُ اْلغَيْثَ فِي غِمْدِي وَأَنْتَجَعُ

فللموسيقى دور أساسي في الصياغة الشعرية لأنها تساعد على وصول الأفكار
والمشاعر في صورة صوتية تأنس لها النفس وتجد فيها متعة لا تجدها في الكلام الخالي من
الموسيقى ، ولذلك قالوا الشعر موسيقى ذات أفكار .


* الموسيقى الداخلية
أما الحديث عن الموسيقى الداخلية فهي انعكاس للحالة الشعورية التي يعيشها
الشاعر ، وبما يعتمد عليه من الملكة الإيحائية للحروف والكلمات ، وما هذا في الحقيقة إلا
استجابة للإيقاع النفسي الذي هو مصدر القصيدة الشعرية .
إن الملاحظ لهذه المقطوعة يجد أنه يغلب عليها حرف " الراء " والذي نجده يتكرر
تقريبا في كل الكلمات . وهو الدال على القوة والجزالة كما منح القصيدة عذوبة وسلاسة
وأضفى نغمة موسيقية راقصة على الرغم من الحزن والألم الذين تصطبغ بهما هذه الأبيات
الشعرية .
إن عناصر الموسيقى الخارجية عند المتنبي وفيرة ومتنوعة من استخدام موفق لصوت
القافية وهو الصوت الذي يكون بمثابة الوقفة التي ينتهي عندها النفس الشعري في كل مرة .
وفي الاستخدام الموفق لظاهرة المقابلة بين الألفاظ والمعاني ، وما تولده من موسيقى صوتية
ومن براعة موسيقية تمثلت في تقسيماته الداخلية ، وفي تنويع إيقاعاته بوساطة تنويعه في
استخدامه أساليبه البيانية . على أن هذا كله لم يكن مجرد إطار خارجي فحسب يمكن أن
تكون برهانا على مهارة الشاعر وحسن اقتداره في صنعته الفنية ، وإنما كانت أساسا صورة
خارجية للإيقاع النفسي الداخلي الذي كان المسيطر الرئيسي على بناء القصيدة الشعرية عند
.( المتنبي
ويقول في ميميته ( ملومكما يجل عن الملام ) التي يصور فيها الحمى التي أصابته في مصر
نتيجة آلامه النفسية :
( وَمَلَِّني اْلفِرَاشُ وَكَانَ جَنِْبي يَمَلُّ لِقَاءَهُ فِي ُ كلِّ عَامِ
فاختيار المتنبي لهذا الإيقاع الموسيقي الذي تمثله تفاعيل بحر الوافر( مفاعلتن مفاعلتن
فعولن ) وإن بدا للوهلة الأولى والنظرة السطحية مخالفا للجو النفسي والقافية المطلقة دون
المقيدة ، المشتملة على مد يصور البحث عن الانطلاق والتحرر من القيود ( ملام كلام
لثام ... الخ ) وصوت الروي ( الميم ) الذي يحتاج في نطقه إلى انفراج الشفتين بعد غلق
.
.
ربما في إشارة إلى تمني انفراج الكربة أو إعلان التمرد عليها ، ينم عن توظيف عبقري
للأداة الشعرية في محاولة لمحو هذا الجو الكئيب الذي لا يليق بفارس مغوار عالم بالصحراء
ومسالكها ، بل بأوان سقوط المطر فيها ، فيقول :

فَقَد أَرِدُ المِياهَ بِغَيرِ هَادٍ سِوَى عَدِّي لَهَا بَرْقَ اْلغَمَامِ
يُذِمُّ لِمُهْجَتِي رَبِّي وَسَيْفِي إِذَا احْتَاجَ اْلوَحِيدُ إَِلى الذِّمَامِ

وامتدادا لهذه المحاولة يقنع الشاعر نفسه أولا قبل القارئ بأنه قد مر عليه من الدواهي ما هو
أدهى وأمر فخلص منها خلاصا يصوره غاية الدقة ؛ إذ المصيبة حينما تحل فإن انفراجها
يأتي متبوعا بصقل صاحبها وتهذيبه وتصفيته .
وهذا لا يدل إلا على صدق التجربة الشعرية وطغيانها ، وإن حاول الشاعر جاهدا أن يظهر
نقيضها . فعلى الصورة الشائعة في الشعر العربي من خطاب الشاعر لرفيقين يتصورهما ،
يستهل أبو الطيب قصيدته غير مغفل ذاته التي كان يعتز بها أيما اعتزاز غير أن هذا درب
من الشطط في الحكم على الرجل ، فهو وإن أكثر من الحديث عن نفسه ( ذراني أستريح
أتعب رواحلي حِرْ ُ ت عيني بغامي أرد عدي زائرتي عظامي ...
الخ ) فإنما يتحدث عن تجربة مر بها هو، ليس أحد غيره ، فضلا عن أن تكون التجربة
مدمرة لنفسيته ، مقيدة له عن الحركة ، بعد أن كان يتنقل بين تراب الحروب وغبارها ما
يوجب نوعا من إعادة الثقة بالنفس ، غير أن كل عظيم لا بد أن يناله شيء من اختلاف
الناس حوله ، وليس من الشعراء من ملأ الدنيا وشغل الناس كالمتنبي ، يقول :

مَُلومَ ُ كمَا يَجِلُّ عَنِ اْلمَلاَمِ وَوَ ْ قعُ فَعَالِهِ فَوْقَ اْلكَلاَمِ
ذَرَاِني وَاْلفَلاَ ُة ِبلاَ دَلِيلٍ وَوَجْهِي وَاْلهَجِيرِ ِبلاَ لَِثامِ
فَِإنِّي أَسْتَرِيحُ ِبذِي وَهَذَا وَأَتْعَبُ ِبالإِنَاخَةِ وَاْلمُقَامِ

فالمخاطبان والمخاطِب ووصفه أول ما يلقانا في التفعيلة الأولى( ملومكما ) ليترك
الشاعر المخاطبَين قليلا إلى الذات التي يرى أن فعالها فوق أي تعليق . ويعود إليهما مرة
أخرى ( ذراني ) لينفرد بالذات ربما إلى نهاية القصيدة التي يغلب على جوها التشاؤم
والضيق حتى إنه ما عاد يثق في أحد حتى المصطفين الذين اختارهم أصدقاء ، يتسرب الشك
إليه في صفائهم له حينما يتذكر أنهم ليسوا إلا بشرا من البشر ، فيقول :

فََلمَّا صَارَ وُدُّ النَّاسِ خِبًا جَزَيْتُ عََلى ابْتِسَامٍ ِبابْتِسَامِ
وَصِرْتُ أَشُكُّ فِيمَنْ أَصْطَفِيهِ لِعِْلمِي أَنَّهُ بعض الأَنَامِ


وإذا كان كثير من الناس اليوم يعنون بالمظهر دون الجوهر، ما يمثل جرثومة يألم منها
أصحاب المعادن الأصيلة والباحثون عنها ، فإن المتنبي قد شرك هؤلاء في الألم ، ليصف
بالجهل من أحب أو كره للمظهر ، وبالعقل من فعلهما على صفاء السريرة ، وهو ما يمثل
الجوهر حين يقول :
يُحِبُّ اْلعَاقُِلونَ عََلى التَّصَافِي وَحُبُّ اْلجَاهِلِينَ عََلى اْلوِسَامِ
وبعد أن يتنقل المتنبي في رحلته هذه بين غصون الحكمة ، في إشارة إلى اعتزازه بذاته التي
يرى أنها أوتيت من الحكمة ما لم يؤته كثير غيره ، ما يجعلها جديرة بأن ينصت إليها ، يختم
قصيدته مسديا النصح للقارئ بصورة فردية ، وهو ما يخلق نوعا من المودة بين القارئ
والشاعر، بأن يتمتع بالدنيا في كل أحوالها وتقلباتها ، فإنها سرعان ما تزول ، فيقول :

تَمَتَّعْ مِنْ سُهَادٍ أَوْ رُقَادٍ وَلاَ تَْأمُ ْ ل كَرَى تَحْتَ الرِّجَامِ
فَِإنَّ لَِثالِثِ اْلحَاَليْنِ مَعْنًى سِوَى مَعْنَى انْتِبَاهِكَ وَاْلمَنَامِ

وما يسترعي الانتباه ، تلك المحسنات البديعية المتمثلة في الجرس الموسيقي أو الموسيقى
الداخلية بين ( سهاد) و( رقاد ) ، وكذلك الطباق بينهما وبين انتباه ومنام . لقد كان مزاج
المتنبي حين قال هذه القصيدة ، مزاج من المرض والسخط والألم والخيبة . فصوره تصويرا
بليغ الأثر ، بلفظ قوي على عاداته ونظم موسيقي خلاب الرنة .
فالموسيقى في شعر المتنبي سواء أكانت موسيقى خارجية تتمثل في الوزن والقافية
وفي التقسيمات اللفظية داخل البيت ، أم كانت موسيقى داخلية نفسية ، فهي عنصر جوهري
في قصيدته الشعرية يؤكد ما فيها من مضامين ، ويتأثر بما يسيطر عليها من انفعال ويؤثر
بالتالي في تكوين التجربة الشعرية وهو بذلك يحقق ما أكدته فلسفة الجمال الحديثة التي لا
تنفصل في التجربة الفنية بين الشكل والمضمون .
وقد لاحظنا من خلال شعر المتنبي أن قافية " اللام " هي أكثر القوافي تداولا . وقد اهتم
الشاعر اهتماما عظيما بموسيقى القافية من حيث النطق والصوت والدلالة ، فنجد سبعة
أحرف لم ينظم فيها المتنبي قافية إطلاقا وهي : " الثاء " و " الخاء " و " الصاد " و " الضاد "
و " الطاء " و " الظاء " و " الغين " فهذه الحروف مستثقلة في القافية من الناحية الصوتية ،
يقول ابن الأثير فيما معناه أنه يجب على الناظم والناثر أن يتجنبا ما يضيق به مجال الكلام
في بعض الحروف : كالثاء والخاء والشين والصاد والطاء والظاء والغين .

وإذا كان الوزن عند المتنبي ، يأتي بناء على حالته النفسية ، أو أن المتنبي يلائم بينه
وبين القصيدة من الناحية العضوية ، فإن للقافية قيمة " نطقية " أو صوتية بالإضافة إلى
ذلك ، وهذه القيمة هي المقياس الذي على أساسه تندمج القافية من الناحية الموسيقية في الكل
العضوي للقصيدة ، فقد ارتاح المتنبي لحرف " اللام" إذن من الناحية الصوتية كما ارتاح "
للطويل " أو " البسيط " أو سائر البحور التي استخدمها بكثرة في الوزن . ونلاحظ أن
استخدام المتنبي للحروف الأخرى يقل كلما قلت خصائص الراحة النطقية لتلك الحروف ،
فاللام أشد راحة في نطقها من " الميم " لأن " الميم " تنطق عن طريق الشفة لا اللسان ،
كذلك فهي أسهل من " الدال " في نطقها ، لأن الأخيرة وإن كانت تنطق من اللسان إلا أنها
تحتاج لبعض الهواء فهذا الحرف يثير بعض" التعب" إن صح التعبير .
ويستمر المتنبي على هذا المنوال في الحروف الأخرى ، فنجد " النون " وهي وإن كانت
تقارب " اللام " إلا أن فيها " غنة " واضحة مميزة قد تفسد الموسيقى ، أو تصبح عيبًا إذا ما
تكررت ، ولذا فهي تحتل موفقا وسطا عند المتنبي بين الحروف المفضلة وبين الحروف
المكروهة .
ومن هنا نرى أن المتنبي يستخدم أداة النطق الإنساني ، الممثلة في حروف القافية بناء على
دراسة واختيار دقيق . و يبين هذا الاختيار الدقيق أن المتنبي يحاول أن يدمج موسيقى
القصيدة مع الخصائص الصوتية للقافية ، بحيث يوفق لأن يلائم ويوجد الجميع في كل
متكامل متناسق ، ولذا نراه بمجرد أن " يجرب حظه " في حرف " سخيف " كالذال أو الضاد
ولا يوفق في وضعه ، لا يعود إليه مرة أخرى ، مع أنه غير عاجز عن أن ينظم في هذا
الحرف كيفما شاء ، وهنا يضحي بكبريائه واستعراضه لقدرته اللغوية ليجعل موسيقى
القصيدة فوق كل اعتبار ، ولهذا نرى أن الموسيقى عنده ، وخاصة من الناحية الصوتية
تحظى باهتمامه الأكبر ، فهو يتخلى عما يسير عليه عندما يجده يؤثر في دور الموسيقى في
تكامل الوحدة للقصيدة . وهذا ما لم يفعله شعراء آخرون نظموا في هذه الحروف المستقلة ،
ولم يضعوا لذلك اعتبارا كابن الرومي مثلا الذي كان كثيرا ما يضحي " بموسيقية " القصيدة
وخاصة القافية ، والناحية الموسيقية عند المتنبي أيضا في قافيته جعلته لا يضع للبناء الهيكلي
اعتبارا . أما من جهة القافية وارتباطها بمعنى معين أو غرض معين ، أو أن في هذه القافية
سعة وفي الأخرى ضيق ونحو ذلك ، فلا يعتبر شيئا ، لأن الحكم في القافية كما الحكم في

الوزن قائم على كلية القصيدة ووحدتها ، فارتباط الحرف بمعنى أو ارتباط القافية باتجاه
محدد يعني الوزن قائم على كلية القصيدة ووحدتها ، فارتباط الحرف بمعنى أو ارتباط القافية باتجاه
محدد يعني أن الشاعر يكرر كل معنى وكل اتجاه في كل بيت في القصيدة ، فالقصيدة وحدة
متلائمة متماسكة متموجة في داخلها ، فنحن نحكم على القافية حكما نابعا من الحكم على
العمل كله بما يدخل فيه . وقد يكون لبعض الحروف بعض الدلالات المعنوية للفظة ، وربما
يكون هذا هو سبب اختيار المتنبي لحرف " الميم " مثلا لأن " الميم " في أواخر الكلمات تدل
دلالة لا شك فيها عند الاستماع إلى كلمات " كالحتم والحسم والجزم والحطم والختم والكتم
والعزم والقطم والكظم . وأمثالها كلمات لا تخلو من الدلالة على التوكيد والتشديد والقطع
الذي يدل على المعاني الحسية كما يستعار أحيانا لمعاني القطع بالرأي والإصرار على
العزيمة ، والمتنبي بعد دراسة القافية عنده نراه يضع للموسيقى الاعتبار الأسمى وللصوت
في الحرف أهمية قصوى ، لذا نرى أن الألفاظ السابقة ربما تكون جاءت تلقائية تعبر عن
شخصية المتنبي فعلا، ولكن الشيء الذي يهمنا فيها هو مدى وضعها في القافية ، ومدى
ملائمتها موسيقيا للوحدة الكلية في القصيدة واختلاف دلالتها باختلاف ذلك ، وبالتالي لا
يصح ربط حرف أو قافية بمعنى أو اتجاه محدد . فهذا هو وضع القافية بالنسبة للمتنبي
وبالنسبة للشعر الأصيل ، لأن الشاعر يستعمل هذه القافية في مجالات متعددة ، وفي حالات
نفسية شتى ومواقف مختلفة وأغراض متنوعة . ولكن الشئ الهام هو الملائمة والارتباط
والتأثير .
فالمتنبي يبقى دوما الشاعر الذي ملأ الدنيا ِبدُرَ ِ ر معانيه وفوائد حكمه ، وشغل الناس
بمشكل شعره وغموض كثير من فكره وخروجه على ما أصّله علماء اللغة وما قاسه أهل
النحو والتصريف ، فثارت حوله وحول شعره مناظرات ومناقشات ، وألفت في ذلك كتب
ورسائل وبحوث كثيرة ، منذ عصره إلى يومنا هذا . ولم تعرف العربية شاعرًا أشرعت
الأقلام للكتابة عن شعره كأبي الطيب ، فقد شرح ديوانه في حياته ، وأسهم الشاعر في ذلك ،
حيث كان يُسأل فيجيب ، وينا َ ظر فيناظِر، ويخاصَم فيخاصِم . وانقسم الناس حوله فريقين :
فريقا أعجب بفنه ، فنافح عنه ، وفسر معانيه ، واستخرج مكنون درره ، وفريقًا آخر
تعصب عليه حسدًا له أو حقدًا عليه ، لما كان فيه من عجب واستعلاء على الناس .


عن اطروحة ماجستير /جزائرية في الادب العباسي ((شعر الحكمة بين الرؤية الفلسفية والملفوظ النفسي عند المتنبي ))
الطالبة: سامية مدوري.......كلية الآداب / قسم اللغة العربية 2009/2010


اشراف د.معمر حجيج

descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
جميل جميل جميل ( إلى انقطاع النفَس ) هذا البحث المتميز بجدارة !!!
وزاده تألقًا تلخيص موفَّق من قبل أختنا حميدة يستحق الإشادة والإعجاب
متابع بشغفٍ ...
تقبل تحياتي واحترامي وتقديري

descriptionالادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي Emptyرد: الادوات الفنية في شعر الحكمة عند المتنبي

more_horiz
البرق اللامع

حميدة العسكري

موضوع غايةفي التخصص ودراسة تستحق الاشادة

مبدعة وليس بغريب

تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى