برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Emptyجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964

more_horiz
جان-بول شارل ايمارد سارتر (21 يونيو 1905 باريس - 15 أبريل 1980 باريس) هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي. بدأ حياته العملية استاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية. عرف سارتر و اشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج و لأعماله الأدبية و فلسفته المسماه بالوجودية و يأتى فى المقام الثانى التحاقه السياسى باليسار المتطرف [1] . كان سارتر رفيق دائم للفيلسوفة و الأديبة سيمون دي بوفوار
التى أطلق عليها اعدائها السياسيون "السارترية الكبيرة" . برغم أن فلسفتهم
قريبة إلا أنه لا يحب الخلط بينهما. لقد تأثر الكاتبان ببعضهما البعض.
أعمال سارتر الأدبية هى أعمال غنية بالموضوعات و النصوص الفلسفية باحجام غير متساوية مثل الوجود و العدم (1943) و الكتاب المختصر الوجودية مذهب إنسانى (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960) و أيضا النصوص الأدبية فى مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط أو رواياته مثل الغثيان (1938) والثلاثية طرق الحرية (1945). كتب سارتر أيضا فى المسرح مثل الذباب (1943) و الغرفة المغلقة (1944) و العاهرة الفاضلة (1946) و الشيطان و الله الصالح (1951) و مساجين ألتونا
(1959) و كانت هذه الأعمال جزءا كبيرا من إنتاجه الأدبى. فى فترة متأخرة
من عمره فى عام 1964 تحديدا, أصدر سارتر كتابا يتناول السنوات الاحدى عشر
الاولى من عمره بعنوان الكلمات بالإضافة الى دراسة كبيرة على جوستاف فلوبير فى كتاب بعنوان أحمق العائلة (1971-1972). لقد أصدر ايضا دراسات عن سير العديد من الكتاب مثل تينتوريتو و مالارميه و شارل بودلير و جان جينيه .

كان سارتر يرفض دائما التكريم بسبب عنده و إخلاصه لنفسه و لأفكاره و من الجدير بالذكر انه رفض إستلام جائزة نوبل في الأدب و لكنه قبل فقط لقب دكتور honoris causa من جامعة أورشليم عام 1976.

descriptionجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Emptyرد: جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964

more_horiz
مقدمة

لقد ترك جون بول سارتر ككاتب غزير الإنتاج أعمالا أدبية ضخمة على شكل
روايات و مقالات و مسرحيات و كتابات فلسفية و سير ذاتية. أثرت فلسفته فى
فترة ما بعد الحرب و قد بقى مع ألبير كامو
رمزا للمثقف الذى يأخذ إتجاها فى كتاباته. منذ إلتحاقه بالمقاومة فى 1941 (
تم التشكيك فى هذا الالتحاق بسبب موقفه الملتبس أثناء الإستعمار [2]
) و حتى وفاته فى 1980, لم يكف سارتر عن تغطية الأحداث التى تدور من حوله.
فكان فى الحقيقة يخوض جميع المعارك نتخذا موقفا واضحا و متبنيا بحماسة
جميع القضايا التى كانت تبدو له عادلة. مثل فولتير [3] القرن العشرين, ناضل سارتر دون كلل حتى نهاية حياته. بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية، التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964.
تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها
مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.

لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح
عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة
التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى
قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل المشاهد يلاحق العمق الدرامي في
روح البطل الدرامي.

تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو
الورطة. ومسرحياته " الذباب" " اللامخرج" "المنتصرون" تدور في غرف التـعذيب
أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول
الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج
من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول
محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.

وإذا كان إدراك الحرية ووعيها هي الخطوة الأولى في الأخلاقية السارترية
فإن اسـتخدامه لهذه الحرية وتصرفه بها - التزامه- هو الخطوة الثانية.
فالإنسان قبل أن يعي حريته ويستثمر هذه الحرية هو عدم أو هو مجرد "مشـيئ"
أي أنه أقرب إلى الأشـياء منه إلى الكائن الحي. إلا أنه بعد أن يعي حريته
يمسي مشـروعاً له قيمته المميزة.

في مسرحيتيه الأخيرتين "نكيرازوف" (1956) و"سجناء التونا" (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقيا
منها إلى السياسة. فهو يتناول مواضيع مثل: شرعية اسـتخدام العنف، نتائج
الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ. من مسرحياته
أيضاً : "الشـيطان واللورد" و"رجـال بلا ظـلال".

وقد ساهم أيضا في إعطاء الجزائر استقلالها ووقف امام حركة بلاده الاستعمارية وكان قوله المشهور السلام هو الحرية

descriptionجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Emptyرد: جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964

more_horiz
طفولته

ولد جون بول سارتر في شهر يناير عام 1905 في عائلة بسيطة برجوازية. كان والده يعمل بالجيش ونشأت والدته في عائلة من المفكرين والمدرسين وكان عمه رجل سياسي وكانت والدته ابنة عم ألبرت شوايتزر [4]
. لم يتعرف سارتر إلى والده الذي مات بعد خمسة عشر شهرا من ولادته ومع ذلك
فقد كان حاضرا من خلال جده، وهو رجل ذو شخصيه قوية والذي قام بتربيته حتى
التحق بالمدرسة العامة وهو في العاشره من عمره. عاش "بولو" الصغير، كما
أطلق عليه، عشر سنوات من عام 1907 إلى 1917 مع والدته وعائلتها في سعادة
وحب وهناء. اكتشف سارتر القراءة في مكتبة البيت الكبيرة وفضلها عن مصادقة
الأطفال في سنه. انتهت هذه الفترة السعيدة عام 1917 عندما تزوجت والدته
بجوزيف مانسى مهندس بحرى والذي كان سارتر يبغضه كثيرا. كان يبلغ
سارترالثانية عشرمن عمره عندما انتقل للعيش ب "روشيل" وظل بها حتى الخامسة
عشر من عمره. كانت هذه السنوات الثلاث سنوات تعيسة ففد ترك سارتر مناخ
الأسرة السعيده ليصطدم بحقيقة زملائه الطلاب الذين مثلوا له العنف. أدى مرض
سارتر عام 1920 إلى عودته إلى باريس كما أدى خوف والدته على أن تفسد
أخلاقه بسبب زملائه الفاسدين بالمدرسة إلى ان تجعله يبقى معها بباريس.[5]

دراسته



جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 200px-Sartre_and_de_Beauvoir_at_Balzac_Memorial

جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Magnify-clip-rtl
سارتر و سيمون دى بوفوار أمام تمثال بلزاك فى باريس فى عشرينات القرن العشرون


التحق سارتر وهو في السادسة عشر من عمره بالثانوية في مدرسة "هنرى
الرابع " وهناك تعرف إلى بول نيزان كاتب مبتدىء ونشأت بينهم صداقه استمرت
حتى وفاته في عام 1940 وقد ساهمت هذه الصداقه في تكوين شخصية سارتر. برع
سارتر في مجال الفكاهه. استعد سارتر، مصاحبا بصديقه نيزان، للمسابقة الخاصة
بالتحاق المدرسة التقليدية العليا "بمدرسة لويس لو جران ". قام سارتر في
هذه المدرسة بكتابة أول اعماله الأدبية الرائعة وخاصة قصتين قصيرتين يحكى
فيهما حكايتين مئسويتين لمدرسين في القرية.

ويظهر في هتين القصتين بوضوح أسلوب سارتر الساخر والملىء بالنفور من
الحياة الاجتماعيه المصطنعة. ويستكمل سارتر في الوقت نفسه كفكاهى مع صديقه
نيزان, يمثلان المشاهد القصيره ويلقيان النكات بين الحصص المدرسية. وبعد
عامين من التحاقهما ب"لويس لو جراند" أصبحا هو ونيزان مشتركان في المسابقة.
تمييز سارتر، بعد فترة وجيزة في "المدرسةالمدعوه بالتقليدية والعليا" كما
اطلق عليها نيزان. ظل سارتر المحرك الأساسي لكل اعمال الشغب التي وصلت إلى
اشتراكه بالتمثيل بمسرحية ضد الحكم العسكري في العرض الاحتفالى "بالمدرسة
التقليدية العليا" مع زملائه وذلك عام 1927. عقب هذا الحدث استقالة جوستاف
لانسون مديرالمدرسة والذي قام في نفس العام بالتوقيع هو وزملائه من دفعته
على عريضه (تم إعلانها في 15 أبريل في مجلد "أوروبا") ضد قانون المنظمة
العامة للأمة لوقت الحرب والذي يلغى حرية الفكر والرأى. كان سارتر يميل إلى
معارضة السلطه كما كان له مكانة كبيرة لدى أساتذته الذين كانوا يستضيفونه
في المطعم الخاص بهم. كان سارتر مجتهد جدا حيث أنه كان يقرأ أكثر من 300
كتاب في العام ويكتب الأغاني والأشعار والقصص القصيرة والروايات. كون سارتر
اصدقاء أصبحوا فيما بعد مشهورين مثل ريمون آرون
وموريس ميرلو-بونتى. وبالرغم من هذا لم يكن سارتر يهتم بالسياسة طوال
الأربعة اعوام التي قضاها بالمدرسة التقليدية العليا. لم يكن يشترك بأي
مظاهرة ولا مولع بأي قضيه. ومما اثار دهشة محبيه, رسوبه في مسابقة شهادة
الأستاذية في الفلسفة عام 1928 مما جعلهم يشكون في صحه تقييم الحكام. فاز
في هذه المسابقه ريمون ارون بالمركز الأول (الذي، كما صرح سارتر نفسه, بانه
قدم شىء متميز للغايه). عمل سارتر بجهد كبير من اجل التحضير للمسابقه
التالية التي تعرف فيها إلى سيمون دى بوفوار
عن طريق صديق مشترك رينيه ماهو والذي كان يطلق عليها اسم "قندس" نسبة
للأنجليزية "بيفر" (و التي تعنى قندس: فمن جهه هذا الحيوان يمثل العمل
والحماس ومن جهه أخرى ايقاع الكلمة قريب من الاسم "بوفوار"). اطلق سارتر
عليها هذا الاسم أيضا كما أنه أصبح رفيقها حتى اخر ايامها. حصل سارتر على
المركز الأول في المحاولة الثانيه في المسابقة وحصلت سيمون دى بوفوار على
المركز الثاني. طلب سارتر, بعد تأدية الخدمة العسكرية, ان يتم نقله إلى
اليابان حيث أنها لاطالما اثارت اهتمامه. ولكن لم يتحقق هذا الحلم حيث أن
تم ارساله إلى "هارف" الثانوية والتي يطلق عليها "فرنسوا الأول " منذ 1931.
وكان هذا اختبار حقيقى لسارتر الذي طالما اخافته الحياه المنظمة والذي نقد
دائما في كتاباته حياه الريفية المملة.

معلم فى لو هافر

توغل سارتر ببساطة فى الحياة الحقيقية و العمل و الحياة اليومية حيث كان يصدم الأهالى و المعلمون بأساليبه (دخول الفصل دون ربطة عنق
) لكنه أبهر خمسة أجيال من الطلاب الذين يعتبرونه مدرسا رائعا و مرحا و
فاضلا بل و صديقا لهم. من هنا نشأ حنينه و إرتباطه بالمراهقة حتى نهاية
حياته.

بين وقت و آخر, كان يستكمل ما بدأه ريمون آرون فى المعهد الثقافى الفرنسى فى برلين فى عامى 1933 و 1934 فهناك يكمل ما استهله ريمون آرون عن ظاهراتية هوسرل .
قضت السنوات التى قضاها سارتر فى الهافر على اعتقاده بالحصول على شهرة و
مجد منذ الصغر بسبب رفض الناشرين لكتباته. لقد لاحفه سوء الحظمع كتابه
الأول الذى نشر فى 1938 "الغثيان" و هى رواية فلسفية ( ظاهراتية ) و سيرة ذاتية و هى تحكى آلام أنطوان روكيتان العازب صاحب ال35 عاما و المؤرخ. نقل سارتر للمدرسة العامة لمعلمون لاون ببيكاردي .


كان الخبر السعيد بالنسبة له هو نقله فى اكتوبر 1937 الى ليسيه الراعى فى نويي-سور-سين .لقد بدأت هذه الفترة بمرحلة من سوء سمعة مع نشر كتابه الأول "الغثيان" الذى كان قريبا جدا من الفوز بجائزة غونكور و نشر مجموعته القصصية "الحائط". و قد انتهت هذه المرحلة بوصول الحرب العالمية الثانية و التى نقل خلالها الى نانسي .

الحرب و موقفه الغامض منها

لم يكن سارتر يملك الوعى السياسى قبل الحرب. لقد شارك فى الحرب دون تردد
رغم انه كان مسالما و ضد العسكرية. لقد غيرته الحرب و الحياة داخل المجتمع
تغيرا كليا. أثناء الحرب الزائفة , جند كجندى فى علم الطقس
. اقد سمحت له هذه الوظيفة بإيجاد وقت فراغ كبير كان يستغله فى الكتابة (
بمتوسط 12 ساعة فى اليوم خلال تسعة أشهر, أى 2000 صفحة, و قد نشر جزء صغير
منهم تحت اسم "دفاتر الحرب الزائفة " ). كان يكتب فى البداية لتجنب أى تعامل مع زملاءه لانه كان يضيق بالمعاملات الجادة و الهرمية للجيش.

انتهت الحرب الزائفة فى مايو 1940 و تحولت من حرب زائفة الى حرب حقيقية. فى 21 يونيو, حبس سارتر فى بادو فى فوج ثم حول الى مخيم اعتقال بألمانيا
مع 25000 معتقل. أثرت تجربة السجن فى سارتر بشكل كبير: تعلم من خلاله
التضامن مع الآخرين؛ لقد شارك الحياة المجتمعية المرحة دون الاحساس بالقهر و
الخوف: كان يروى القصص و النكات لأصحابه فى العنبر و يلعب مباريات
الملاكمة معهم و كتب ايضا مسرحية قصيرة لسهرة عيد الميلاد و أطلق عليها
"باركوبا" و لكنها لم تنشر.

كانت هذه الحياة مع المعتقلين مهمة لانها كانت نقطة تحول فى حياته: فلم يعد فردى الثلاثينيات لكنه رأى وجوب الانخراط داخل المجتمع.
فى مارس 1941, أطلق سراح سارتر بسبب شهادة طبية خاطئة و لكن حسب أقوال
الأخوة جيل و جون روبرت راجاش, انه قد تم اطلاق سراحه بتدخل من بيير دريو
لا روشيل: << فى خريف 1940, قام دريو بكتابة قائمة بالكتاب المعتقلون
و كان من بينهم سارتر و مكتوب امام هذه القائمة "المطالبة بإطلاق سراح
الكتاب" >> [6] . أخذته رغبته الجديدة فى الإلتحاق منذ عودته من باريس لأنشاء حركة مقاومة مع بعض من زملاءه مثل سيمون دى بوفوار
تحت اسم حركة "الإشتراكية و الحرية". التحق بها حوالى خمسون عضوا فى يونيو
1941. كان سارتر معارضا متواضعا لكن صادق. أخذ عليه فلاديمير جانكليفيتش
اهتمامه بالتقدم فى عمله اكثر من التنديد و معارضة المحتل. فى صيف 1941,
قام سارتر بعبور الولاية بالدراجة لتوسيع عدد اعضاء الحركة من المثقفين مثل
جيد و مالرو لكن دون جدوى. حلت حركة "الاشتراكية و الحرية" فى نهاية عام 1941 بعد القبض على عضوان من اصدقاءه [7]
. فى اكتوبر 1941, تولى سارتر منصب المدرس فى ليسيه كوندورسيه فى الkhâgne
و هى فصول اعدادية متخصصة فى الأدب بدلا من فيرديناند آلكييه. كان المعلم
هنرى دريفوس لوفوايي اول من شغل هذا المنصب و حتى 1940 لكن أطيح به لكونه
يدين باليهودية
.كشف جان دانيال هذه الواقعة فى اكتوبر 1997 فى افتتاحية جريدة Nouvel
observateur و قد ألقى باللوم على سارتر. تسائل انجليد جالستر عن موقف
سارتر الغير واضح ثم قال "اذا كان سارتر يريد ذلك او لم يرد فهو استفاد من القوانين العنصرية لحكومة فيشي [8]
" وقد نشر فى هذا الوقت العديد من المقالات فى المجلة المتعاونة مع العدو
"كويميديا" التى قام بإنشائها رينيه ديلانج فى 21 يونيو 1941 تحت إدارة
Propaganda-Staffel [9] .

بالرغم من حل حركة "الاشتراكية و الحرية" , لم يتنازل سارتر عن دوره فى
المقاومة الذى استكمله عن طريق الكتابة. فى 1943, قام سارتر بكتابة و اخراج
مسرحية "الذباب" و التى تتخذ أسطورة اليكترا كنداء رمزى لمقاومة المعتدى, وقد تعرف على ألبير كامو
خلال اول عرض لها. فى هذه الفترة من الاحتلال , لم تحصل المسرحية على
الدوى المتوقع لها: كانت القاعات فارغة و توقف العروض مبكرا جدا عن الوقت
المتوقع لها. كان هذا العرض غامض بالنسبة لجان أمادو : <<فى 1943,
فى السنة الأكثر قبحا للاستعمار, كان يعرض "الذباب" فى باريس. هذا يعنى
انه فعل ما فعله ساشا جيترى الذى ان يقدم عروضه امام جمهور من العمال
الالمان و انتهى به الحال الى ان قبض عليه بينما حول سارتر للجنة التنقية
التى كانت تحكم الجواز للكتاب بالنشر ام الوقف و الحظر. أندريه مالرو نفسه الذى كان يخاطر بحياته فى المقاومة لم يكن عضوا فى هذه اللجنة>> . اعتبر ميشيل وينوك أن <<مكر سارتر هو الذى حول الفشل المسرحى الى مكسب سياسى>> .

فى نفس العام, نشر سارتر "الوجود و العدم" التى اظهرت تأثر سارتر بهايدغر , فقد تعمق فى القواعد النظرية لمنظومة فكره. من 17 يناير الى 10 ابريل 1944 , بعث ب 12 برنامج مسجل لراديو فيشى [10] .
ثم كتب مسرحية تسمى "الآخرون" و قد تغير اسمها الى الغرفة المغلقة [11]
والتى عرضت فى مايو 1944 و قد لاقت نجاحا واضحا. نحو نهاية الحرب, جند كامو سارتر فى شبكة المقاومة "قتال" و اصبح كاتب فى جريدة تحمل نفس الاسم "قتال" و قد وصف فى صفحاتها الاولى تحرير باريس . و بدأت من هنا شهرته العالمية. بعث سارتر فى يناير 1945 الى الولايات المتحدة لكتابة مجموعة مقالات فى جريدة لو فيجارو
و قد استقبل استقبال أبطال المقاومة. إذن, فالحرب قسمت حياة سارتر الى
جزئين: منذ بدايته و حتى "الوجود و العدم" , كان فيلسوفا للوعى الفردى ثم
تحول الى مثقف و صاحب موقف سياسى باهتمامه بقضايا العالم. تحول من مدرس
معروف فى العالم الفردى الى نجم عالمى بعد الحرب.

descriptionجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Emptyرد: جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964

more_horiz
سنوات المجد

الجنون الوجودى

فى 1945, قطن سارتر فى 42 شارع بونابرت و ظل هناك حتى 1962. بعد
التحرير, نجح سارتر نجاحا كبيرا؛ فقد ظل لأكثر من 10 سنوات يقود الآداب
الفرنسية. انتشرت افكاره الوجودية من خلال المجلة التى أنشأها فى 1945 تحت
إسم "Les Temps modernes" . كتب سارتر فى هذه المجلة بجانب سيمون دي بوفوار و موريس ميرلو بونتي
و ريمون آرون و آخرون. فى الافتتاح الطويل لعددها الاول , طرح سارتر
تساؤلا عن مبدأ مسئولية الفرد و عن الأدب الموجه أى الذى يأخذ اتجاها
واضحا.بالنسبة لسارتر , الكاتب هو شخص صاحب موقف فى عهده حتى ان تظاهر
بالموضوعية. طغت هذه الرؤية على جميع النقاشات الثقافية فى النصف الثانى من
القرن العشرين
. اعتبرت هذه المجلة كأحدى المجلات الفرنسية الأكثر شهرة على المستوى
العالمى. بذلك أنهى سارتر التقليد الفلسفى الذى يقضى بأن الكاتب دائما على
الحياد كما قيل كثيرا فى فرنسا الفيشية و ألمانيا النازية
. كانت ندوة اكتوبر 1945 الشهيرة رمز الهيمنة الثقافية للتيار الوجودى
عندما حاول جمهور ضخم للدخول للقاعة الضيقة المحجوزة و المخصصة للندوة.
تزاحم الناس و غادرت أفواج منهم و أصيب النساء بالاغماء و فقدان الوعى .
عرض سارتر فى هذه الندوة نبذة مكثفة عن فلسفته الوجودية
التى تناولها بالتفصيل فى كتابه "الوجودية مذهب إنسانى". أراد سارتر
التقرب فى هذا الوقت من المراكسيين الذين يرفضون فكرة الحرية الجذرية : فى
نص الندوة , قام سارتر بعرض الفكرة المهيمنة على الوجودية و هى ان الانسان
لا يستطيع رفض الحرية , الحرية تميل الى المستقبل , كل فعل حر هو مشروع ,
تنفيذ المشروع الفردى يعدل تنفيذ المشروعات الفردية الأخرى , الحرية هى
أساس كل القيم الانسانية , إتخاذ المواقف فى إختيار الشركات تجعل الانسان
إنسانا [12] .

كل الناس كانت تريد أن <<تكون>> وجودية و
<<تعيش>> وجودية. أصبح حى Saint-Germain-des-Prés الذى يقيم به
سارتر معقل الوجودية كما هو مكان للحياة الثقافية و الليلية: كان يحتفل
الناس بالعيد فى الكهوف المدخنة و يستمعون لموسيقى الجاز
و يذهبون الى مقهى المسرح. كان الفكر الفلسفى لسارتر ظاهرة نادرة لتاريخ
الفكر الفرنسى فقد لاقى صدى غير معهود من جمهور واسع للغاية. يمكن تعليل
ذلك بعاملين أساسيين : أولا , أعمال سارتر متعددة الأشكال و تسمح لكل شخص
إيجاد مستوى القراءة الذى يناسبه, ثانيا, الوجودية
التى تنادى بالحرية الكاملة بالاضافة الى المسئولية الكاملة لافعال
الانسان امام الآخرين و امام نفسه. أصبحت الوجودية إذن ظاهرة حقيقية مخلصة
الى حد ما لافكار سارتر و من خلالها يعتبر الكاتب الوجودى قديما بعض الشئ.

الإئتلاف الديموقراطى الثورى

فى هذا الوقت , أكد سارتر انتمائه و موقفه من خلال مقالاته فى مجلته
"Les Temps modernes" : تمسك سارتر كباقى مثقفو عصره بقضية الثورة
الماركسية على أوامر و تعليمات الاتحاد السوفيتي التى لم تلبى مطلب الحرية. إستكمل سارتر و سيمون دى بوفوار و زملاءهم البحث عن طريق آخر و هو الرفض الثنائى للرأسمالية و الستالينية. لقد ساند سارتر الكاتب الأمريكى ريتشارد رايت و هو كاتب أسود البشرة و عضو فى الحزب الشيوعى الأمريكى و قد نفى الى فرنسا منذ 1947.

فى مجلته "Les temps modernes" , أخذ سارتر موقفا معاديا للحرب الهندوصينية و هاجم الجولية و انتقد الإمبريالية الأمريكية . كان سارتر جريئا فى استخدام الكلمات فى مجلته حتى أنه وصف << كل معارض للشيوعية بالكلب >>.
ترجم سارتر فكره الى موقف سياسى بإنشائه لحزب سياسى جديد تحت إسم
"الإئتلاف الديموقراطى الثورى" (RDR) . بالرغم من بعض المظاهرات الناجحة ,
لم يتوصل الحزب الى أن يكون ذات فعالية كافية ليكون حزبا حقيقيا و قدم
سارتر استقالته فى اكتوبر 1949.

الإغواء الشيوعى

دفعت حرب كوريا و قمع مظاهرة ضد العسكر للحزب الشيوعى الفرنسى لاختيار الفريق الذى سينتمى اليه: رأى سارتر فى الشيوعية الحل لمشاكل البروليتاريا
. هذا ما جعله يقول << إذا أرادت الطبقة العمالية الإنشقاق من الحزب
الشيوعى الفرنسى , فلا يوجد أمامها إلا حل واحد و هو الانهدام [13] >>.

أصبح سارتر صديقا للحزب الشيوعى بين 1952 [14]
و 1956 [15] .
منذ هذا الوقت , شارك فى الحركة و ترأس منظمة فرنسا-الاتحاد السوفيتى .
اعلن سارتر ان << فى الاتحاد السوفيتى , حرية النقد كاملة>> [16]

و أصبح عضوا بالمجلس العالمى للسلام.
فصل الفكر المقرب من الشيوعية سارتر عن ألبير كامو المقربين جدا فى
السابق. بالنسبة لكامو , لا يجب أن تنتصر الايدلوجية الشيوعية على الجرائم
الستالينية. بالنسبة لسارتر, لا يمكن استخدام هذه التصرفات كتبرير للتخلى
عن الميول الثورية.

ظل هذا الإخلاص للحزب الشيوعى الفرنسى حتى خريف 1956, و هو تاريخ دهس الدبابات السوفيتية لانتفاضة بودابست
. بعد إمضاءه لعريضة مثقفو اليسار و الشيوعيون المحتجون , أعطى سارتر لقاء
طويل لجريدة "l'Express" لاعلان استقالته الجذرية عن الحزب.

descriptionجان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Emptyرد: جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964

more_horiz
البنيوية و فلوبير و جائزة نوبل


بعد ذلك , هبطت سرعة نجاح الوجودية: فى ستينيات القرن العشرين , إنخفض تأثير سارتر على الآداب الفرنسية و الأيدلوجية الثقافية خاصة أمام البنويون مثل عالم الأجناس ليفي ستروس و الفيلسوف فوكو و عالم النفس جاك لاكان. تعتبر البنيوية عدوا للوجودية :
لا يوجد فى البنيوية إلا مساحة ضئيلة من الحرية الانسانية, كل شخص هو
متداخل مع الهياكل التى تتعداه. فى الحقيقة , سارتر كمدافع عن أولوية الوعى
على اللا وعى و أولوية الحرية على الهياكل الاجتماعية لم يكلف نفسه عناء
مناقشة هذا التيار الجديد: لكنه فضل تكريس جهده لتحليل القرن التاسع عشر و الانتاج الادبى و خاصة دراسة كاتب طالما أبهره و هو جوستاف فلوبير
. فى ستينيات القرن العشرون , تدهورت صحة سارتر بسرعة. أحرق سارتر نفسه من
خلال نشاطه الأدبى و السياسى الزائد و من خلال استهلاكه للتبغ و الكحول
بكميات كبيرة. كان يوم 10 ديسمبر 1964 هو اليوم الأكثر دويا فى العالم
عندما رفض سارتر جائزة نوبل في الأدب لانه يعتبر انه لا يستحق أى شخص أن يكرم و هو على قيد الحياة [17] .

لقد رفض أيضا وسام جوقة الشرف فى 1945 و ندوة فى كوليج دو فرانس
. كانت هذه التكريمات بالنسبة لسارتر تقييدا لحريته لانها تجعل من الكاتب
مؤسسة. ظل هذا الموقف شهيرا لانه يوضح مزاج المثقف الذى يريد أن يكون
مستقلا عن السلطة السياسية.

سنوات الإلتحاق والمواقف


بالرغم من إبتعاد سارتر عن الحزب الشيوعى إلا انه استكمل اتخاذ المواقف
تجاه القضايا المختلفة. فكان أحد أهداف منظمة من اجل الحرية و الثقافة و هى
منظمة ثقافية مناهضة للشيوعية و أسست فى 1950.

الحرب الهندوصينية


فى 1950, تفجرت قضية هنرى مارتن و هو بحار و ناشط فى الحزب الشيوعى
الفرنسى قبض عليه لتوزيعه منشورات ضد الحرب الهندوصينية على الساحة العسكية
و على ترسانة أسلحة تولون . و قد أتهم ايضا لاحداث تخريب لصالح الفيت مين
و التى تم تبرئته منها فى محكمة تولون. دافع سارتر عن هنرى مارتن ناشرا
كتابا بإسم "قضية هنرى مارتن" الذى يلخص أسباب هذا الدفاع. كدليل على
النطاق الكبير لهذه القضية , اشترك مثقفو اليسار المعروفون فى كتاية نفس
الكتاب و هم : ميشيل ليريس و هيرفى بازين و بريفير و فيركورس. ظل سارتر
يقظا حتى نهاية هذه الحرب و قد خصص عددا خاصا لهذه القضية فى مجلة "Temps
Modernes" (فيت مين,اكتوبر 1953) [18] .

حرب الجزائر


منذ 1956, اتخذ سارتر و مجلته "Les Temps modernes" موقفا معاديا لفكرة
جزائر فرنسية و قد تبنى رغبة الشعب الجزائرى فى الاستقلال. احتج سارتر على
التعذيب [19]

, و يطالب بحرية الشعوب بتقرير مصائرهم و قد صور العنف على انه غرغرينا و نتيجة للاستعمار [20]

فى 1960 و خلال محاكمة شيكات التبنى لجبهة التحرير الوطني الجزائرية , أعلن سارتر انه <<حامل حقيبة>> [21] لجبهة التحرير الوطني الجزائرية [22] .

دفع سارتر ثمن هذا الموقف فقد قصفت منظمة الجيش السري منزله مرتين و استولت على مجلة "Les Temps modernes" خمس مرات.

كوبا



جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 220px-Beauvoir_Sartre_-_Che_Guevara_-1960_-_Cuba

جان بول ستارتر - رفض استلام الجائزة عام 1964 Magnify-clip-rtl
جان بول سارتر و سيمون دى بوفوار يلتقيان تشى جيفارا فى كوبا 1960


تبنى سارتر الثورة الكوبية منذ 1960 كما تبناها العديد من المثقفون الفقراء.


فى يونيو 1960, كتب سارتر 16 مقالا فى جريدة "France Soir" تحت إسم <<إعصار على السكر [23] لكنه قطع علاقته مع فيدل كاسترو بعد قضية "باديلا" عندما سجن الشاعر الكوبى هربرتو باديلا بعدما إنتقد نظام كاسترو [23] . قال عن فيدل كاسترو : "لقد أعجبنى, و ذلك نادر, لقد أعجبنى كثيرا". ردا على قمع المثليون , قال سارتر ان "المثليون هم يهود كوبا" [24] .

مايو 1968


بعدما نشر الجزء الاول من "نقد المنطق الجدلى" فى 1960 وبدأ تحضير الجزء
الثانى من نفس الكتاب , شارك سارتر بقوة فى أحداث مايو 1968. فى 1967, صعد
سارتر الى رأس المشهد عندما رأس محكمة راسل مع بيرتراند راسل و هى محكمة معلنة و جمعية عالمية للمثقفون و النشطاء و الشهود المكلفون بالحكم على الحروب أو إدانتها و بالأخص حرب الامريكان فى فيتنام .

إن لم يكن ملهم أحداث مايو 1968, قام سارتر بصنع أصداء الثورة فى الشارع
و على المنابر و فى الجرائد و على أبواب المصانع المضربة. لقد قام بتسجيل
حوار مع دانيال كوهن-بندت فى جريدة "Le Nouvel Observateur" و قد أعطاه
الفرصة للتعبير عما يريد خلال اسبوعا كاملا. فى سن ال63 عاما , ذهب الى جامعة سوربون ليتحاور مع الطلاب. ثم ندد <<بالإنتخابات التى وضعت الفخاخ للأغبياء>> حسب وصفه لانتخابات ديغول .

على الصعيد الدولى , ندد سارتر بالتدخل السوفيتى ضد ربيع براغ فى تشيكوسلوفاكيا .

رجل اليسار


بالرغم من تدهور صحته أكثر فأكثر, استمر سارتر فى المقاومة "اليسارية" متبنيا حركة الماوية ضد القمع . فى 1971, قرر سارتر ان يشغل منصب رئيس الجريدة الثورية "قضية الشعب" المهددة بالمصادرة بضغط من السلطات البومبيدية فنزل الشارع مع مشاهير مثل سيمون دي بوفوار
و غيرها لبيع الجريدة و قد فعل كذلك مع جريدتين ماويتين "الكل" و "أنا
أتهم" . فى 1973, أسس سارتر جريدة "التحرير" مع سيرج جولى و فيليب جافى و
برنار لالمون و جان كلود فيرنيي و ظهرت الجريدة ربيع هذا العام. بعد مرضه
بالخرف الوعائى , قدم سارتر استقالته من رئاسة الجريدة فى 24 مايو 1974.
لقد ارتبط خلال كل هذه الفترة بالحركات اليسارية و النسائية مع إعطاءها
اسمه بارادته لمساعدتها.

الصراع الإسرائيلي الفلسطيني


بعدما وصل لآخر سنوات حياته, اهتم سارتر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني . كان يندد بالأحوال المعيشية التى لا يحسد عليها الفلسطينيون التى تبرر اللجوء للإرهاب معترفا بشرعية دولة إسرائيل .

فى 1976, قبل سارتر الجائزة الشرفية الوحيدة فى حياته و هى جائزة
الدكتور هونوريس كوزا honoris causa لجامعة إسرائيل و قد تلقاها من سفارة
إسرائيل بباريس بواسطة الفيلسوف إيمانويل ليفيناس . لقد فبل هذه الجائزة فقط لأسباب سياسية <<لخلق رابط بين الشعب الفلسطينى الذى أتبناه و إسرائيل صديقتي.>> [25]



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى