لا أعرف إن كان ما سيأتي لاحقاً هنا في الأسفل هم من منطقة ما من وعيي
أو في مكان ما من لا وعيي . وأنتم لست مضطرين للقراءة
أما أنا يجب علي أن أكتب.
فجأة ورغم الظلمة الحالكة في المكان ، أجد أمامي باباً خشبياً قاتم اللون
وقبضة حديدية تلمع ،كأنها تقول للذي سيراها أن يمسكها ويفتح الباب.
لا أخفيكم شعوري عندها ، لقد كنتُ خائفاً من وحشة الظلمة التي لم أخشاها من قبل.
كان السكون ثقيلاً والأفكار متسارعة وفوضوية وخائفة في رأسي الذي مل
من جنوني ، والذي حاكا نفسه مرات عديدة بأنني ألقم سلاحي وأطلق عليه نيراناً
تُسكت كل الأصوات التي تُخيفه والتي لا يعرف مصدرها.
مددت يدي وأدرت القبضة ليُفتح الباب من تلقاء نفسه.
لقد وجدت شمعة مشتعلة ، حملتها وتقدمت عدة خطوات .
ليبدأ مشوار نزولي للأدراج التي أمامي.
هنا اطمئن قلبي بالضوء ، وفرحتُ لأني سأنزل وأتخلص من مكاني الموحش.
حملت شمعتي و بدأت النزول بخطى مسرعة و متلهفة لوصول نهاية
هذي الأدراج.
وبنفس الوقت خائف أن تنطفئ الشمعة لأنها النور الوحيد لهاتين العينين.
و الطمأنينة الوحيدة في هذي الظلمة.
نزلت ....... ونزلت ، درجات تذهب ودرجات تأتي من جديد ، وشمعتي تنتحر.
مع مرور الوقت لم أعد أسمع سوى طقطقات كعب حذائي، وأصوات أنفاسي.
يـــالشقائي إن هذه الدرجات لا نهاية لها .
إنها دوامة جديدة في عالمي لكن من نوع أخر.
إن الدرجات تُخلق من جديد ، لا نوافذ في السراديب ولا أصوات غير
الصادرة عني.
إنها درجات لا تتعب أبداً والذي يتعب هو قلبي.
مع مرور الوقت بت أسمع أصواتاَ أخرى كلما تحركتْ.
تلفتُ حولي لأعرف من أين تأتي حتى انتبهت بأنها موجودة فقط في رأسي.
رميت شمعتي وأسرعت الخطى في النزول. لم يبقى معي سوى خوفي وأصوات رأسي التي تقوى وتقودني للجنون.
أنا أستسلم ..... إن كان أحد ما يسمعني فــ أنا أستسلم.
أين أنت يا سلاحي فأنا لن أتردد ولو للحظة عن تفجير رأسي وإنهاء هذه الدرجات.
لكن هيهات فلا سلاح معي ولا ضوء نهار ولا ملاك حارس يحميني ولا إله يرأف لحالي.
أيقنتُ عندها بأن المائة سنة المقبلة سأبذلها على هذه الدرجات
بين هذه الأصوات وبين يدي العتمة والخوف ، وأنه لن أصل أبداً لذلك الباب
لأن الباب غير موجود و الضوء غير موجود.
مع الوقت تلأمت عيون أحدهم مع الظلمة، واعتاد رأس أحدهم على الأصوات
المبهمة وقبلها، وبدأ مع الوقت يتكلم مع درجاته ، بدأ يتكلم مع درجاته.
كم تمنى أن تتكلم معه الدرجات فقط كي يحس بوجوده.
أيها الأحمق إن الأدراج لا تتكلم .
كن ممتناً بأن الدرجات تقودك للنزول بدلاً من الصعود.
كن ممتناً للظلمة لأنها ملائمة للموت.
استهلك كل قواك. انهار ومتْ.
وأنا أعدك بأنه لن يراك أو يسمع بك أحد، ولن يصل لك أحد ،
ولن يشتم رائحة إنتانك أحد .
كن ممتناً لأنك تموت بصمت وستبقى عظامك مخفية ومكانك ضائع
لن يجده أحد ، ولن يدوس هذي الدرجات أحد غيرك.
فهذه الدرجات ملك لك أنت فقط.
ملك لــ إله البؤساء.
وقبل كل شيء تذكر بأنك أنت أردت أن تموت وحيداً وأنك من أطلق على نفسه هذا الاسم. ( إله البؤساء)
وأنا من قبل وبكل سرور تحقيق أمانيك الغالية.