استقى الجواهريّ بعض بنيته الموسيقيّة من مخزونه الثقافيّ المتضمّن روائع شعر المتنبّيّ ، وأنّ هذا المخزون هو الذي كان يستعين به في إكساب بعض مفرداته القدرة على الإيحاء والتنغيم بإشارات متنبّويّة فـ : " إذا نظرنا إلى النصّ (نصّ الجواهريّ) من حيث هو بمفرداته ولغته سنلحظ عاملاً يتميّز به الجواهريّ ، يتمثّل في شحن المؤثّرات بزخم هائل من الإيحاء التراثيّ ، وهذا يستقطب ويسحر المتلقّي " (15) ، ويؤكّد د . شكري عيّاد اهتمام الشاعر برنين القوافي ، فيقول : " لا يزال الجواهريّ يواصل رسالة الشعر العربيّ التي دأب عليها من عهد المتنبّيّ إلى عهد حافظ ، وكان رنين قوافيه يُفلح في إثارة الجماهير أحياناً " (16) ،وليس ذلك غريباُ على شاعر مثل الجواهريّ بوصفه رائد الكلاسيكيّة الجديدة .
الموسيقى الخارجيّة
الأوزان:
بلغ عدد القصائد التي وافق فيها الجواهريّ معلّمه المتنبّيّ وزناً وقافيةً ورويّاً واشتمالاً على بعض مظاهر البنية الموسيقيّة لاسيّما استعماله ألفاظ قافية المتنبّيّ سبعاً وعشرين قصيدةً ، يتقدّمها الطويل في تسع قصائد هي : (الملك حسين) 1/511 ، و(المُحرِّقة) 2/85 ، و (إلى الباجه جي في محنته) 2/199 ، و (عقابيل داء) 2/217 ، و (الزهاويّ) 2/293 ، و (ربأت بنفسي) 2/307 ، و(الإقطاع) 2/357 ، و(تونس) 3/63 ، و(المستنصريّة) 5/35 . ثمّ الوافر في سبع قصائد هي : (فيصل السعود) 2/125 ، و(عمر الفاخوريّ) 3/173 ، و(أخي إلياس) ، 3/183 ، و (فلسطين) 3/319 ، و (قفص العظام) 4/83 ، و (إلى وفود المشرقين تحيّة) 6/161 ، و (تحيّة ونفثة غاضبة) 6/175 . ثمّ البسيط في ست قصائد هي : (ليت الذي بك) 1/307 ، و (في الأربعين) 1/517 ، و(وادي العرائش) 2/241 ، و (إلى الشباب السوريّ) 2/337 ، و (أبو العلاء المعرّيّ) 3/83 ، و (الخطوب الخلاقة) 5/253 . ثمّ الكامل في خمس قصائد هي : (إلى السعدون) 1/497 ، و (ناغيت لبناناً) ، 3/241 ، و (هاشم الوتريّ) 3/395 ، و (عبد الحميد كرامي) ، 4/39 ، و (جيش العراق) 4/299 .
ولم يكن اختيار الجواهريّ الأوزان المذكورة من ديوان المتنبّيّ محض مصادفة ، فإذا كان المتنبّيّ قد عُرف بعلوّ النغم لما تُمليه عليه المجالس الأدبيّة في حلب والفسطاط وشيراز من مظاهر التحدّي ، ولما أحاط به الشاعر نفسه من مظاهر العظمة والكبرياء ، فإنّ الجواهريّ عُرف بموسيقاه القويّة الرنّانة المنبعثة من أكثر الأوزان إحداثاً للرنين : " فإذا علمنا أنّ معظم هذا الشعر كان يعدّه الجواهريّ ليلقيه في المحافل العامّة أدركنا السبب الذي كان يدعوه إلى هذا الاختيار في الأوزان " (17) ، لاسيّما إنّ أغلب هذه القصائد تصوّر الأحداث السياسيّة أو تعبّر عن مواقف الشاعر من السلطة السياسيّة .
وشملت هذه الدراسة عشر قصائد أخرى اختلف رويّها أو قافيتها أو وزنها مع قصائد المتنبّيّ لكنّها اشتملت على بعض مظاهر البنية الموسيقيّة ، كانت حصّة البحر البسيط منها أربع قصائد هي : (على ذكرى الربيع) 1/297 ، و (يا دجلة الخير) 5/83 ، و (إلى الشباب السوريّ) 2/337 ، و (اللاجئة في العيد) 4/115 ، وحصّة البحر الكامل منها أربع قصائد أيضاُ هي : (ذكرى أبو التمّن) 3/139 ، و (شاغور حمانا) 2/345 ، و (يا بنت رسطاليس) 3/195 ، و (إلى الشعب المصريّ) 4/25 ، وانفرد البحر الطويل بقصيدة واحدة هي : (الأنانيّة) 2/131 ، كما انفرد البحر الخفيف بقصيدة واحدة هي : (أيّها الفارس) 6/35 .
القوافي:
استأثرت قافية الباء بسبع قصائد من بين القصائد التي اتّفق وزنها وقافيتها ورويّها مع قصائد المتنبّيّ هي : (ليت الذي بك) ، (عقابيل داء) ، (تونس) ، (أبو العلاء المعرّيّ) ، (هاشم الوتريّ) ، (المستنصريّة) ، و (إلى وفود المشرقين تحيّة) . وكانت حصّة الميم خمس قصائد هي : (في الأربعين) ، (إلى الباجه جي في نكبته) ، (الإقطاع) ، (قفص العظام) ، و (الخطوب الخلاقة) . أمّا الدال فكانت حصّتها ثلاث قصائد هي : (وادي العرائش) ، (الزهاويّ) ، و (فلسطين) . وكان نصيب اللام ثلاث قصائد أيضاً هي : (أخي إلياس) ، (ناغيت لبناناً) ، و (تحيّة ونفثة غاضبة) . وكان نصيب النون ثلاث قصائد أيضاً هي : (فيصل السعود) ، (عمر الفاخوريّ) ، و(جيش العراق) . أمّا الراء فكانت حصّتها قصيدتين هما : (المحرّقة) ، و (عبد الحميد كرامي) .ومثل ذلك للعين وهما : (إلى السعدون) ، و (إلى الشباب السوريّ) . أمّا القاف فقد انفردت بقصيدة واحدة هي : (الملك حسين) . ولم تتخلّف الياء عن الانفراد بقصيدة واحدة هي : (ربأت بنفسي) . ولم يأت اختيار الجواهريّ هذه القوافي إلا لعلمه أنّها من القوافي الذُلل الجياد التي استحسنها القدماء وأجاد فيها الشعراء ليسرها وسهولة مخارجها فسمّوها (الذُلل)(18) .
الموسيقى الخارجيّة
الأوزان:
بلغ عدد القصائد التي وافق فيها الجواهريّ معلّمه المتنبّيّ وزناً وقافيةً ورويّاً واشتمالاً على بعض مظاهر البنية الموسيقيّة لاسيّما استعماله ألفاظ قافية المتنبّيّ سبعاً وعشرين قصيدةً ، يتقدّمها الطويل في تسع قصائد هي : (الملك حسين) 1/511 ، و(المُحرِّقة) 2/85 ، و (إلى الباجه جي في محنته) 2/199 ، و (عقابيل داء) 2/217 ، و (الزهاويّ) 2/293 ، و (ربأت بنفسي) 2/307 ، و(الإقطاع) 2/357 ، و(تونس) 3/63 ، و(المستنصريّة) 5/35 . ثمّ الوافر في سبع قصائد هي : (فيصل السعود) 2/125 ، و(عمر الفاخوريّ) 3/173 ، و(أخي إلياس) ، 3/183 ، و (فلسطين) 3/319 ، و (قفص العظام) 4/83 ، و (إلى وفود المشرقين تحيّة) 6/161 ، و (تحيّة ونفثة غاضبة) 6/175 . ثمّ البسيط في ست قصائد هي : (ليت الذي بك) 1/307 ، و (في الأربعين) 1/517 ، و(وادي العرائش) 2/241 ، و (إلى الشباب السوريّ) 2/337 ، و (أبو العلاء المعرّيّ) 3/83 ، و (الخطوب الخلاقة) 5/253 . ثمّ الكامل في خمس قصائد هي : (إلى السعدون) 1/497 ، و (ناغيت لبناناً) ، 3/241 ، و (هاشم الوتريّ) 3/395 ، و (عبد الحميد كرامي) ، 4/39 ، و (جيش العراق) 4/299 .
ولم يكن اختيار الجواهريّ الأوزان المذكورة من ديوان المتنبّيّ محض مصادفة ، فإذا كان المتنبّيّ قد عُرف بعلوّ النغم لما تُمليه عليه المجالس الأدبيّة في حلب والفسطاط وشيراز من مظاهر التحدّي ، ولما أحاط به الشاعر نفسه من مظاهر العظمة والكبرياء ، فإنّ الجواهريّ عُرف بموسيقاه القويّة الرنّانة المنبعثة من أكثر الأوزان إحداثاً للرنين : " فإذا علمنا أنّ معظم هذا الشعر كان يعدّه الجواهريّ ليلقيه في المحافل العامّة أدركنا السبب الذي كان يدعوه إلى هذا الاختيار في الأوزان " (17) ، لاسيّما إنّ أغلب هذه القصائد تصوّر الأحداث السياسيّة أو تعبّر عن مواقف الشاعر من السلطة السياسيّة .
وشملت هذه الدراسة عشر قصائد أخرى اختلف رويّها أو قافيتها أو وزنها مع قصائد المتنبّيّ لكنّها اشتملت على بعض مظاهر البنية الموسيقيّة ، كانت حصّة البحر البسيط منها أربع قصائد هي : (على ذكرى الربيع) 1/297 ، و (يا دجلة الخير) 5/83 ، و (إلى الشباب السوريّ) 2/337 ، و (اللاجئة في العيد) 4/115 ، وحصّة البحر الكامل منها أربع قصائد أيضاُ هي : (ذكرى أبو التمّن) 3/139 ، و (شاغور حمانا) 2/345 ، و (يا بنت رسطاليس) 3/195 ، و (إلى الشعب المصريّ) 4/25 ، وانفرد البحر الطويل بقصيدة واحدة هي : (الأنانيّة) 2/131 ، كما انفرد البحر الخفيف بقصيدة واحدة هي : (أيّها الفارس) 6/35 .
القوافي:
استأثرت قافية الباء بسبع قصائد من بين القصائد التي اتّفق وزنها وقافيتها ورويّها مع قصائد المتنبّيّ هي : (ليت الذي بك) ، (عقابيل داء) ، (تونس) ، (أبو العلاء المعرّيّ) ، (هاشم الوتريّ) ، (المستنصريّة) ، و (إلى وفود المشرقين تحيّة) . وكانت حصّة الميم خمس قصائد هي : (في الأربعين) ، (إلى الباجه جي في نكبته) ، (الإقطاع) ، (قفص العظام) ، و (الخطوب الخلاقة) . أمّا الدال فكانت حصّتها ثلاث قصائد هي : (وادي العرائش) ، (الزهاويّ) ، و (فلسطين) . وكان نصيب اللام ثلاث قصائد أيضاً هي : (أخي إلياس) ، (ناغيت لبناناً) ، و (تحيّة ونفثة غاضبة) . وكان نصيب النون ثلاث قصائد أيضاً هي : (فيصل السعود) ، (عمر الفاخوريّ) ، و(جيش العراق) . أمّا الراء فكانت حصّتها قصيدتين هما : (المحرّقة) ، و (عبد الحميد كرامي) .ومثل ذلك للعين وهما : (إلى السعدون) ، و (إلى الشباب السوريّ) . أمّا القاف فقد انفردت بقصيدة واحدة هي : (الملك حسين) . ولم تتخلّف الياء عن الانفراد بقصيدة واحدة هي : (ربأت بنفسي) . ولم يأت اختيار الجواهريّ هذه القوافي إلا لعلمه أنّها من القوافي الذُلل الجياد التي استحسنها القدماء وأجاد فيها الشعراء ليسرها وسهولة مخارجها فسمّوها (الذُلل)(18) .