قميـص السـعـادة

[rtl]
يُحكى أنّ أميراً غنياً جداً كان يعيش حياة مترفة ، و مع ذلك لم يكن سعيداً.[/rtl]
[rtl]فجمع حكماء إمارته واستشارهم عن سرّ السّعادة.
وبعد صمت وتفكير، تجرأ حكيم  منهم وقال: “يا صاحب السمو، لا وجود للسعادة على وجه الأرض. ومع ذلك ابحث عن رجل سعيد، وإذا وجدته خذ منه قميصه والبسْه فتصبح سعيداً ".
[/rtl]
[rtl]ركب الأمير جواده وذهب يسأل الناس ليعرف مَن السّعيد بينهم .
فقال أحدهم: أنا سـعيد ولكن على خلاف مع زوجتي. وقال آخر: أنا مريض.  وآخر أنا فقير … 
توجّه الأمير مكتئبا نحو الغابة، علّه يموّه عن نفسه ، ولمّا دخلها سمع في البعيد صوتاً جميلاً يترنّم بأغنية حلوة.[/rtl]
[rtl]كلما اقترب من الصوت، تبيّن أنه يعبِّر عن سعادة عند صاحبه…
[/rtl]
[rtl]ولمّا وصل إليه، رأى نفسه أمام رجل بسيط .. فقال الأمير: هل أنت سعيد كما يبدو لي ؟ أجابه: بدون شك أنا سعيد جداً.[/rtl]
[rtl]فقال الأمير: إذن أعطني قميصك لأصبح سعيداً مثلك ![/rtl]
[rtl]وبعد صمت طويل ، حدّق فيه الزاهد بنظره الصافي العميق، وابتسم وقال: قميصي ! ؟ كم يسعدني أن أعطيك إياه !
[/rtl]
[rtl] ولكنّني استغنيت عنه منذ زمن بعيد لمن هو أحوج إليه منّي ، ولذلك أصبحت سعيداً .
[/rtl]
[rtl]  [/rtl]
[rtl]ليست السعادة شيكا يُصرف ، و لا قصرا  يُسكن ، و لا قميصا  يُلبس .. إنما راحة قلب لخير يكتنفه ، و إحسان دائم ، و تجنب للإساءة .[/rtl]

[rtl][size=32]السعادة في معناها الحقيقي و الممكن ..
 هي حالة الصلح بين الظاهر و الباطن .
 بين الانسان و الله ، بين الانسان و نفسه و الآخرين ،
فينسكب كل من ظاهره و باطنه في الآخر كأنهما وحدة ،
و يصبح الفرد منا كأنه الكل ..
 و كأن كل الطيور تغني له و تتكلم لغته .. [/size][/rtl]

السعادة مثل الفراشة، في حال لاحقتها فلن تمسك بها ولكن إن كنت هادئاً ستأتي وتحط على كتفك !