نظرت إلى مرآتها فرأت قمرا .. بل أجمل
تبسمت و لمع بريق الغرور في عينيها
و مرت دون أن تشعر بوجودي
لم تكن تمشي بل تطير زهواً و خيلاء كفراشة من نور
فستانها الحريري حولها إلى زهرة أوركيد
و خصلات شعرها الذهبية غدت نسراً يحلق في سماء الخيال
حسدتها سنابل القمح و غبطتها خيوط الشمس
حتى الزهور غارت من عطر أنفاسها و فضلت الاختباء
أيتها المغرورة تذكري ....
إن كنت أنت الشمس فمن لهيب إحساسي يأتيكِ الضياء
و يمدك بالدفء جمر أنفاسي
إن كنت قمراً فنوره انعكاس لصورة روحي
و ابتسامته حنان وجداني
إن كنت وردة جورية فعطورك مستخرجة من صميم مشاعري
و رحيقك قبلة طبعتها على ثغرك في أمسية أراها في بريق عينيكِ
و أسمع نغماتها في تنهيدتك ... في نبرة صوتك ...
في شهيق صباحك و زفير ليلك
لو نظرت إلى مرآتك ستريني
حتى خواطرك الجميلة بوحها نبض قلبي
حروفها أيامي
مفرداتها منسوجة من مغازلتي
خيالها أحلامي
و حنينها و جنونها و أنينها إلهامي
من دون حبي هي جدول لا ماء فيه
من دون حبي هي بقعة جرداء
حبي يمنحها البريق
و حناني يمنحها العذوبة و النقاء
فأوقفي يا جميلتي الزهو و الخيلاء
أيتها المغرورة
جهزي المنديل
إن كنت جميلة فأنا جميل
و لو نظموا في حسنك أروع الأشعار
فاسمي أجمل ما قد قيل
و إن كان السبيل إلى بساتين روحك صعباً
فالطريق نحو جنات قلبي مستحيل
حتى و لو كنت أسطورة النور و أنشودة الأحلام
فأنا الدمشقي الأصيل
من مدينتي يولد العشق النبيل
يسري في شراييني شذاها
و أنهل الإحساس من عطور رباها
دموع الياسمين تجري في دمائي
و من شموخ قاسيون يولد كبريائي
و من عزة نبع بردى أستمد إبائي
تموج بي نسائم الإحساس
و تغمرني ورود غوطتنا بأجمل الأنفاس
أيتها المغرورة
استعدي للبكاء
فأنت تنافسين نجماً في السماء
جمالك الفتان من إنتاج نظراتي
و غرورك صنيعة ابتساماتي
أنا من ينبت الأوراق في أشجارك
نسائم عشقي تمنحها زهو الربيع
و عواصفي تهديها أمطار الشتاء
من دون حبي لا أنوثة عندك
من دون حبي أنت كالصحراء
فاستيقظي يا مغرورتي الحسناء
