برق الضاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برق الضاددخول

منتدى ادبي شامل يعني بفروع الادب العربي


descriptionنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا Emptyنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا

more_horiz
يا قرة الشجن
لقد طال الغياب
و مازال وجهك العفوي البريء ماكثا فى مراياي
يمنحني أنهار ماء وردك في شجن البكاء
كنت مفترضاً حياتي بين بينك
نقشاً على مساحات البياض في قلبك
مبتلا ببهو جوارحك , مؤتنساً بتفاعيلك
فهل أتاكِ حينا من الدهر صانعا توتراً و ارتباكا ؟
فصرتُ وشما غائرا أيقظ ماضي المملكة في الجفون
يابريئة الذنب من عشقي
أنا سفرك الفالق في صدرك .. و اشهدي مطرك
كيف كنت أموج في حسك بالغرام ؟
و اسألي قلبك
و كيف ترسختِ بين حروفى مرمرا منثالا فى السر ؟
و كيف ألٌّفت نارك المخبوءة بالدمع في حروفك ؟
فـ لماذا خالفتِ الدوران حول نيرانى ؟
و تركتِ صمتى فوق اللهب المنكفئ يفتح ذاكرتي لمرايا السبات
و رمادي يموت فوق قبة منتهاكِ
هل كنتِ ترينني ميتاً فى ساعة الميلاد ؟
لذا أعدمتِ ضوء الفجر , وغيبتِ الروح عن مدارجها !!
فخبريني بالله عليك هل هو فراق مطلق يامفرقتي ؟
فمتى إذاً كان الالتحام و الانقسام ؟
لماذا .. أهربتِ من دمي ؟
مع ليل خؤون و صبح مخاتل
بعدما توحد جسدك في تراتيل أسفارى
تاركاً ظمأ على شفتي مكللا بالفراغ
مياهك تعذبني .. طقوسك تؤرقنى
و طلاسم أزمنة الانتظار الغريقة تحيرني
تأتينى كل ليلة موتا
ألم يئن الوقت لتعلقي المشانق لخطى الغياب
و تسقيني كأس الأنين المعتق شوقا
سأظل هُنا بين جمار أرضك
أفضي لغة المجاز , أنتظر النشور من باطن عشبك
لرؤية ساحر بساحرته
متعانقين تحت أضواء النجوم
فأدركيني قبل ما يدركنى جنون الفاجعة

descriptionنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا Emptyرد: نقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا

more_horiz
نص ذو قيمة أدبية عالية يحمل بين جنباته جنات من لغة ضادية راقية وتراكيب بلاغية متفردة متناغمة مع إيقاع داخلي يتصاعد درجة درجة كلما وصلنا سطر بسطر لنصل إلى ذروة النشوة رغم الشجن المرامي الأطراف في النص فالشاعر ناصر روكا يمزج الحرف بروحه قبل مداده ليهبه الألق رغم الدمع المختبىء في محبرته

لأنطلق من عنوان النص الذي ابتُدأ بصورة مدهشة وهي الوميض من رماد فالرماد مخلفات احتراق ومدلول فناء ونهاية وبعثرة ذكريات هنا وهناك ممتدة على ساحل العمر تتناقلها كثبان الصور لتعود تارة للماضي وتارة بأمل خجول للحاضر فهذه الانتقالة بين ماض وحاضر هي ذاك الوميض المتوهج رغم النهاية فهو لدى الشاعر مدلول ذكريات كان لها وقعها وبريقها فيما سلف من زمن والصورة الفنية (( رماد يئن )) ستبقى عالقة في ذهن المتلقي لأنها انخطافية جدا فلا يمكن تكرارها إلا بيراع شرب الحزن حتى الثمالة ولكن لا يزال في روحه توهج (( وميض )) ذاك الشعور والأمل بلقائه مرة اخرى برغم أنه سبب ذاك الرماد
يا قرة الشجن
لقد طال الغياب
و مازال وجهك العفوي البريء ماكثا فى مراياي
يمنحني أنهار ماء وردك في شجن البكاء
كنت مفترضاً حياتي بين بينك
نقشاً على مساحات البياض في قلبك
مبتلا ببهو جوارحك , مؤتنساً بتفاعيلك
فهل أتاكِ حينا من الدهر صانعا توتراً و ارتباكا ؟
فصرتُ وشما غائرا أيقظ ماضي المملكة في الجفون


يبدأ الشاعر بأداة النداء وكأن المتلقي يسمع تلك التنهيدة في عمقها التي زرعها الشاعر في حروفها ليكون المنادى (( قرة الشجن )) فالمنادى هنا ما يرتاح له الحزن ومحور وجوده معبرا الشاعر عن حالة الحزن الدائمة التي يقبع فيها حتى في حالات الحب ...
معاتبا المنادى على طول الغياب وهو المرادف لكلمة (( رماد )) الذي يدل على الانتهاء بتراكيب معبرة ورائعة موظفا مفرداته لخلق إيقاع داخلي للمقطع يعبر الخطوة الاستباقية للنص فمفردة (( مازال )) مدلول لطول الأمد وعدم الانتهاء في الوقت الحاضر وديمومة الحالة التي تسيطر على الشاعر
فهنا وجهها العفوي (( مشيرا بخفية إلى طفولتها وبراءتها )) متوحدا مع روح الشاعر فهو يراها في مراياه والمرآة هنا هي الروح فهي لا تزال ماكثة في الروح رغم كل الشجن
ليأتي (( ماء وردها )) متماهيا مع (( بكائه )) وهنا إشارة أخرى للتوحد الروحي
مع المدلول في كلمة ورد فهو يشير إلى السعادة الزائلة رغم أنه لغة النبض وهنا يتكور التوحد بطريقة مختلفة ومميزة جدا إلا ان الافتراضات التي أتت أكُلها كما لا يشتهي الشاعر مشيرا لأوصافها الروحية بطريقة رقيقة جدا فهي مساحات واسعة من النقاء وجوارح نقية بسريرة صافية وهذا ما اختصره التركيب (( وجهك العفوي )) منذ البداية
مسائلا إياها ما الذي تغير وما الذي خرّب الدهر مرة أخرى ليزيد الوضع مرارة فوق مرارة حتى أصبح (( وشما غائرا )) فالصورة جدا عميقة ومؤثرة فالوشم ولحده وخز فكيف إن كان غائرا فهو مدلول الجرح بطريقة أدبية متمكنة جدا من أدواتها . يواكب الشاعر أحزانه ويقلب بين كفيه الماضي ليأتي ذاك المنادى ليصب الزيت على النار مؤججا الألم مرات ومرات

يابريئة الذنب من عشقي
أنا سفرك الفالق في صدرك .. و اشهدي مطرك
كيف كنت أموج في حسك بالغرام ؟
و اسألي قلبك
و كيف ترسختِ بين حروفى مرمرا منثالا فى السر ؟
و كيف ألٌّفت نارك المخبوءة بالدمع في حروفك ؟


في هذا المقطع يتكرر استخدام النداء ولكن بطريقة رائدة جدا وفي طياتها لوم عميق لدواخل المنادى ليستخرج آثار روحه من داخلها فهو السفر ففي هذه المفردة بعدا آخرا حيث أراد أن يحيط الشاعر بالمنادى بكل الجهات ليقول لها بطريقته أنه الوجهة الوحيدة للغرام مشهدا المطر الذي يسافر مع الغمام والسحب فالاستخدام التركيبي هنا بديع بتوظيف مفردة (( فالق )) كصفة للسفر فسفر فالق أي انه لا مفر من الحالة العشقية التي تخترق الصدر كسهم صائب يعرف عمق القرار
مع إطلالة رقيقة للمطر الذي يدل على الخير الوفير فالمطر هنا يكون أيضا مدلول (( دمع )) ومدلول (( خير)) وهو من جميع النواحي تفسير وافر للامتداد والتوسع والانتشار
ليعود مجددا الشعور بالتوحد الروحي الذي يؤكد عليه الشاعر مرارا ورغم تكراره إلا أن ذلك آتى متزامنا مع الاحساس المتبادل بالنبض
فهنا أسلوب السؤال لا يحتاج إجابة بقدر ما هو إخبار لها وإعادة الشهادة أمام مرأى القلب والروح لتحمل في طياتها الحق في العتاب واللوم فهي مترسخة في تاريخه النفسي والأدبي وأيضا العشقي ليظهر روكا هنا في أبهى حلة مرمرية وصفية

فـ لماذا خالفتِ الدوران حول نيرانى ؟
و تركتِ صمتى فوق اللهب المنكفئ يفتح ذاكرتي لمرايا السبات
و رمادي يموت فوق قبة منتهاكِ

هنا التصاعد الإيقاعي أوضح والنبرة الصوتية أعلى لترسم بالكلمات روح الشاعر متحدثة بكل ألم وعتب عن ردات فعلها الغير متوقعة بالنسبة له فقد حمل المقطع السابق جملة من الأسئلة لترتمي في أحضان الدوران والتيه والتعجب والفناء بدون إجابة
وبحالة مقدسة رسمها الشاعر للحب بعبارة (( الدوران حول نيراني )) فالدوران هو الاستقطاب لنفس النقطه المحورية التي تكون ال (( هو )) بالنسبة لها فكيف خالفت شريعة الحب وارتدت عن طبيعته المقدسة تاركة إياه لمهيب صمت يكويه اكثر وذاكرة غافية في سبات (( ذاك السبات الذي يدل على غيبوبة )) من هول الصدمة التي لم تكن ابدا متوقعة من روح عشقها الشاعر وهاجرت في سرب آخر وهاهو الرماد (( الذي ذكره الشاعر منذ البداية ليختصر لنا ما ورد ذكره )) وها هنا نعود لنقول انها الوميض في رماد ذكرياته وها هي الآن تعود لتجعل هذا الرماد ئين مرة أخرى دون سابق إنذار
هل كنتِ ترينني ميتاً فى ساعة الميلاد ؟
لذا أعدمتِ ضوء الفجر , وغيبتِ الروح عن مدارجها !!
فخبريني بالله عليك هل هو فراق مطلق
يامفرقتي ؟
فمتى إذاً كان الالتحام و الانقسام ؟
ويبدأ صوت العتاب بالعلو أكثر أخذا من الشاعر كل مأخذ
باستخدام التضاد
ميت / ساعه ميلاد
أعدمت ضوء الفجر / غيبت الروح
فراق / مفرقة
التحام / انقسام

فهو بالنسبة لها ميت وهي ساعة ميلاد
فغيبت بذلك كنتيجةٍ ضوء فجر وغيبت روح
هنا وفي هذا السطر بالذات مدلولات عميقة جدا تشير للبعد الروحي للنص
فمفردة الفجر تدل بقوة على انبعاث الحياة من جديد التي كان ينتظرها من بعد طول حندس وليل طويل وهي اعدمت لحظة الميلاد فمفردة فجر تساوي تماما ساعة الميلاد التي أوجدها حضورها في حياته ومفردة (( مدارج)) هي الارتقاء بالروح نحو السماوات العلى وهنا تقديس لشعور الحب الذي غيبته (( قرة الشجن )) عن الوجود
فهي اختارت الفراق الذي هو باليد لتكون مفرقته عن روحه فهي بالنسبة له الروح التي فارقت جسده فكيف لا تكون مفرقته ليأتي السؤال الذي يفرض نفسه
بكلمة الاستفهام ((متى )) وهنا توظيفها ذكي جدا لأنه أتى مواكبا ومتزامنا مع المقطع الادبي برمته
فهو لم يدرك الزمكانية التي وضعته في موقع التيه والضائع فلم يجد نفسه إلا في طريق مسدود يحتاج لكثير الإجابات

لماذا .. أهربتِ من دمي ؟
مع ليل خؤون و صبح مخاتل
بعدما توحد جسدك في تراتيل أسفارى
تاركاً ظمأ على شفتي مكللا بالفراغ
مياهك تعذبني .. طقوسك تؤرقنى
و طلاسم أزمنة الانتظار الغريقة تحيرني
تأتينى كل ليلة موتا
ألم يئن الوقت لتعلقي المشانق لخطى الغياب
و تسقيني كأس الأنين المعتق شوقا
سأظل هُنا بين جمار أرضك
أفضي لغة المجاز , أنتظر النشور من باطن عشبك
لرؤية ساحر بساحرته
متعانقين تحت أضواء النجوم
فأدركيني قبل ما يدركنى جنون الفاجعة


في هذا المقطع عتب يدمي الروح ليرسم في لوحته الشجية ما خفي
فقد وصف الليل بالخوؤن والليل هنا بمدلول رجعي لحياة سابقة وصبح مخاتل بمدلول لما آتى من مواقف وأحداث ليؤكد توحده بها في كل لحظاته

ظمأ / مياه
تضاد انشق عنه شعور الألم ليبدو واضحا أكثر فهو ظامئ رغم مياهها لأنها تعذبه فالشفة فارغة من الارتواء
المقطع مشحون بعاطفة الحنين (( العذاب / الأرق / الحيرة منتهيا بقدوم الموت
كلها مفردات تدل على مواصفات عاشق هاذ من طول الغياب
مطالبا إياها بشنق خطوة الغياب (( التي تشير إلى رغبة دفينة بعودتها ))
(( تعلقي المشانق لخطى الغياب)) تركيب جميل وصورة رائعة جدا وعميقة ومبتكرة هذا يعني عدم الغياب مجددا
تعلقي / تسقيني /
للفعل المضارع هنا مفعول السحر الذي يطيل ديمومة الحدث أكثر
(( سأظل )) ومفعول ال (( سين )) أقوى بكثير فهنا المستقبل والماضي والحاضر على طبق واحد
فهنا الشاعر يؤكد على التزامه بقوانين قلبه رغم كل الأسى والألم مطالبا إياها ان تأتيه قبل الفاجعة بجنون فهنا الطامة الكبرى
التي تهز عرش القلب
القصيدة بمذهبها الرمزي وبرومانتيكية الاحساس ترزح في قمم الأبجدية فالألم واضح في كل زاوية من زوايا النص والوفاء بإصرار على البقاء في قالب التوحد يهدي للنص جمالا من نوع آخر
صور متلاحقة تطارد بعضها البعض في سلسلة طويلة من التراكيب الإبداعية التي تنطق بالجمال عامر بها النص تذيب المتلقي بجمرة الوجدان فوجدانية النص عالية جدا وتخلق في الروح تعاطفا مع الشاعر وهذا قمة الإبداع ان أصل لدواخل المتلقي لاستخرج تعاطفه مع الحالة

لمزيد من الابداع والرقي

descriptionنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا Emptyرد: نقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا

more_horiz
البرق اللامع

شيرين كامل

نقد يعتمد على مبنيين اساسين

الاول : نظرة التكوين النصي
الثاني : الدال التركيبي الجمعي

وهذين المبداين من ادق مبادئ النقد النفسي التركيبي الذي يجعل من النص دالا اخر لحركة المعنى ، وقد كنت متفوقة في هذا الدمج فلله درك من ناقدة

رائعة بل واكثر

تقديري

descriptionنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا Emptyرد: نقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا

more_horiz
وقفات رائعه من ناقده كبيره
تقف عند تفاصيل النص ودقائقه
فتخرج لنا زبده وعسله
وحقا نص يستحق 
هذا التأني في استكناه مواطن جماله اللامحدوده

الغاليه شيرين
اداره المعيه
وغوص ماهر 
بادوات لغويه ونفسيه متمكنه
تجعل النص متاحا 
وميسرا للقارئ
شكرا لك


descriptionنقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا Emptyرد: نقد نص (( وميض من رماد يئن )) للشاعر ناصر روكا

more_horiz
من خلال قراءتك النقدية للنص , عاودت قراءة النص مرة آخرى وكأنى أول مرة أقرأه , حقا لقد زهلت واندهشت بقراءتك المتفردة الحكيمة , وتساءلت كيف بهذا التسلسل والوطيد المحكم ؟ , كيف أبرزت جميع التفاصيل والعناصر المركبة بهذا اليسر وهذا الإتقان ؟ لقد تجولت بى في عالم فسيح لم ابصره عند كتابتى لهذا النص , أسكبتي على شيئا جديدا وثروة عاطفية جديدة ,
شيرين ....
شكرا لك ما استطعت
تقديري



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى