بذكرى يوم اليتيم العراقي فلنقف اجلالا لهذه الشريحة المهملة ونطالب بحقها بملئ الفم .


هوية الأحوال المدنية لم تزل ملطخة بالدم ، وجزء من أسفلها فيه ثقب ، لقد اعتاد على وضعها في جيب قميصه الأيسر ، وضعتها في الصندوق الخشبي ، وجاءت بشريطين سود ، حاكتهما من جدائلها السود ، وجعلته اكليلا ، لفت به صندوق ذلك اليوم ، بينما كانت الأخرى تمسك بذلك الناي العتيق ، وتحرك أناملها السمر على ثقوبه ، لم تكن على هيئتها حينما صنعوها من قصبة تحدّت الماء والهواء ... عزف يخرج من تلك الغرفة فتتحول إلى فقاعات ترتفع الى سطح الماء حيث يغلب عليه لون الطين اللازب ، فيتموج الماء طربا ... يشاهد ذو الست سنين تموج ذلكم الماء فيهش له وينزل أقدامه الحافيتين فيه ، انه دافئ ، ينزل أكثر ، يصل الماء إلى صدره وكأن شيئا يسحبه إلى تلك البقعة ، شاهد جثة عائمة ، تختفي ملامحه في تلك الموجة العاتية ، حينها يشاهد الصندوق وامرأة تقف على رأسه ، ساحبة إياه الى الشاطئ
- انتظري يا امي اريد ان انقذ ذلك الغريق .
- انه موجود في هذا الصندوق .
وبينما كان يحاول ان يفلت من يديها صاحت به
- قلت لك انه في هذا الصندوق ، انت لم تر اي شيء كدت ان تغرق معه ... وتذهبان ...
لمح طفلا يعدو إلى أفق الظلام
- هذا صديقي أنقذيه سوف يتيه
في تلك الغرفة حيث تقوم صاحبة الناي ، فتفتح بابا إلى ذلك الأفق
- هاك الناي لا تذهب الى هناك ...
- اريد ان اكتشف ... لقد شاهدت جثة في تلك الظلمة .
اعطته الناي ...
- هل تعرف ان تعزف ...
- سأحاول
على شاطئ النهر حيث تسمع لحنا حزينا وطفل يحاول ان يفتح الصندوق المجدول ...
وامراتان تراقبان من بعيد وتبحثان في الارض .