والله لم أسلُ والأشواقُ تُضنيني

....... تلك الديارَ وما كانت لتسلونـي

وشدَّني طيفُ بنت الحي إذْ  سمحتْ

....... بطيفها، ونذيرُ الصحو من دوني

وصحتُ: يا بنتَ ذاك الحي فانتبهتْ

...... وتَمتمتْ: ما لِهذا لا يُسمِّيني؟!

فقلتُ: غرناطة ٌ لم تبقِ لي شَجَناً

...... إلا شدوتُ بها أحلى تلاحيني

ولا غفوتُ على صدرٍ يُهدهدني

...... إلا على صدرها والشوق يُدنيني

وإنَّ لي في هواها ألفَ قافيةٍ

...... ما كان مرتْ ببالٍ لابن زيدونِ

وأنتِ يا ذاتَ وجهٍ طالما سحرتْ

...... ملامحٌ فيه أعماقي لتغزونـي

ما أجمل السحر من أعطاف فاتنةٍ

...... مرضتُ فيها، ومن سحرٍ تداويني

ظلومة ٌ كلما قلتُ ارحمي ولهي

...... في زَورةٍ، مَطلتْ واليأس يحدوني

ورمتُ منها عناقاً ليتها اقتربتْ

...... أشفي غليلاً لها شوقاً وتشفيني

فيا صديقةَ أحلامي بلا أملٍ

...... للملتقى، إنَّ هذا الأمر يكويني

كوني المغيثَ لِشوقي وارسمي أملاً

....... كزهرةٍ فتحتْ فاهاً لتغريني

وأكرميني بلقيا منك في حلمٍ

..... وسلِّمي لي على "حي البيازينِ "!

...

16 -6- 2011