افادة  A8021392566610461


دعيني
أُزوِّرُ ظُلماً إفادة قلبي
أبرِّئُ أطراف ثوبي من النارِ،
والنارُ تشهدُ بالحقِّ،
والكذبُ كذبي
...
دعيني
أعلِّقُ أيَّاميَ الحالماتِ
بغابةِ لوزٍ
هناكَ
وفُسحةِ عُشبِ
على جَبَلٍ عربيٍّ
ليجلسَ حزني
على هدأةٍ
من أنينٍ
وغفوةِ نُدْبِ
......
دعيني
أفكُّ إساري
وأشرحُ للأُفقِ
سرَّ أفولي
إذا الشرقُ ضنَّ بأُفقٍ
ورحتُ أطوِّحُ في كلِّ غربِ
.....
دعيني أجالسُ روحَكِ
كالمستغيثِ برجعِ الصدى
وأرشُّ عليها المنى والنذورَ
وأشتاقُ للملتقَى
ونَـثيرُكِ يا زهرُ جَنبي
.......
دعيني أتيهُ ببوح الحنايا
وأنتِ المرايا
أتيهُ
أتيهُ
ويَـبعُدُ دربي
.......
إليكِ أجيءُ
أُحـمِّلُ دمعَ هيامي
إلى اللهِ
في مقلتيكِ
وأسكبُ نهرَ الوئامِ
على زهرتينِ
من الجلنارِ
وأكتمُ عَتبي
.....
أجيءُ
لأرسُمَ بالدفءِ
طلعَ النخيلِ
ونهراً صغيراً
وصفصافةً للمقيلِ
ونجمةَ قُطبِ
.......
أهدهدُ شوقي بِـرمَّانتينِ
ومخبإِ شَهدٍ
وكنـزِ اشتهاءٍ
يُـثلِّثُ كفِّي
ويهفو لِـمدٍّ
وجَذْبِ
...............
أجيءُ إذنْ فامنعيني
إذا شئتِ قتلَ الصباحِ
يفكِّرُ في كركراتِ المساءِ
ويحلمُ بالبدرِ
ذلَّ له العاشقونَ
وتاهَ على حالكاتٍ
وصَحْبِ
...............
إذنْ تمنعين الزهورَ
لِشَمٍّ
ولَـثمٍ
ولمسٍ شهيِّ
ومن غيرِ ذنبِ
................
إذنْ تمنعينَ غيومي
من السقيِ
والأرضُ
عَطشى
تنوءُ بِجدبِ
..............

د. مقداد رحيم